أعلنت الصين أنها ستسعى لحشد تأييد في قمة مجموعة العشرين، التي تنعقد هذا الأسبوع في اليابان، للتبادل الحر والتعددية في مواجهة الحمائية الناجمة عن حرب الرسوم الجمركية، التي تخوضها الولايات المتحدة منذ نحو عام.
وقال تشانغ جون، مساعد الوزير الصيني للشؤون الخارجية خلال مؤتمر صحافي، اليوم الإثنين، لعرض مشاركة الرئيس الصيني شي جين بينغ في القمة، إن "الأحادية والحمائية أضرتا بالنموّ العالمي... وقوضتا سلاسل القيمة العالمية وتسببتا بتراجع معنويات السوق".
وأضاف تشانغ، وفق فرانس برس، أن الصين "ستعمل مع آخرين في مجموعة العشرين كي يؤيدوا بحزم التعددية ونظاماً للتجارة الدولية منفتحاً وتنظمه قواعد معتمدة".
وتوقفت المفاوضات بين واشنطن وبكين لحل نزاع تجاري الشهر الماضي، ما نجم عنه تبادل الطرفين رسوماً جمركية باهظة على سلع بعشرات مليارات الدولارات.
لكن الأنظار تتجه إلى لقاء مرتقب بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأميركي دونالد ترامب على هامش القمة، وسط آمال دولية بوصول أكبر اقتصادين في العالم إلى هدنة من شأنها كبح المخاوف المتصاعدة من تضرر الاقتصاد العالمي.
وقال نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوين، إن وفوداً من الطرفين هي الآن "بصدد مناقشة خطوة التواصل التالية" قبيل لقاء شي وترامب.
وأضاف وانغ أن عليهما أن يقوما بتنازلات، وأي حديث بين الصين والولايات المتحدة يجب أن يكون مبنياً على "الاحترام المتبادل والمساواة والفائدة المشتركة والالتزام بقواعد منظمة التجارة العالمية".
ومن المتوقع أن يناقش الرئيسان أيضاً مصير عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي، الذي تعرض لضربة قوية بعد إعلان إدارة ترامب منع الشركات الأميركية من العمل معها، مشيرة إلى مخاوف من التجسس.
وحضّ وانغ الولايات المتحدة على إزالة حواجز "غير مناسبة ومتحيزة ضد الشركات الصينية، قائلاً إن مثل تلك الخطوات، تعرض للخطر مصالح شركات صينية وأميركية على حد سواء.
وتصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، منذ مايو/ أيار الماضي. وبدأت الولايات المتحدة بحلول يونيو/ حزيران الجاري، في تحصيل رسوم جمركية تبلغ 25 في المائة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار سنوياً، لتردّ الصين ببدء تحصيل رسوم بنسبة مماثلة على بضائع أميركية قيمتها 60 مليار دولار.
ولم تعد المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، مقتصرة على الجبهة التجارية، وإنما تمتد إلى العمق لتطاول ركائز الاقتصاد في أكبر اقتصادين في العالم، ما ينذر بإطالة أمد الصراع، الذي لن يكون سهلاً في ظل الصمود الذي تبديه بكين في مواجهة الضغوط المتزايدة من قبل إدارة ترامب.
وصعّدت الصين لهجتها في حربها التجارية، محملة واشنطن مسؤولية فشل المفاوضات، بدون أن تشير إلى أي مخرج من الأزمة في وقت قريب. ووسعت بكين من دائرة المواجهة لتشمل، بجانب فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على سلع أميركية بقيمة 60 مليار دولار، وضع "لائحة سوداء" لشركات أجنبية، والتهديد بحظر تصدير المعادن النادرة.