تفاوت النمو الاقتصادي يهدد بتفكك أوروبا

13 ابريل 2017
زعماء التطرف في أوروبا (Getty)
+ الخط -
بينما احتفل الاتحاد الأوروبي نهاية الشهر الماضي بمرور 60 عاماً على تأسيس هذا التكتل، فإن ثمة العديد من التحديات باتت تهدد هذا الكيان في ظل المشاكل المالية والاقتصادية التي تواجهها الدول الأعضاء، فضلا عن خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد.
ويرى مسؤولون أوروبيون أن أوروبا تقف الآن عند مفترق طرق، وأن القوى السالبة التي تقف ضد التكتل الأوروبي ربما تقود إلى تفككه.
وجاءت القضايا الاقتصادية والمعيشية الأكثر تحريكاً لمأزق الاتحاد الأوروبي، فدول الشمال تتساءل لماذا تدفع لهؤلاء الكسالى في الجنوب، بينما يلاحظ سكان دول الجنوب أن اقتصاداتهم تضعف مقارنة بدول الشمال، التي يرون أنها تستغل أسواقهم.

وأصبحت هناك فجوة في النمو بين دول الشمال والجنوب في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يجعل إمكانية التفكك أكبر خلال السنوات المقبلة، ما دعا بيير موسكوفيتسي، مفوض الاستقرار الاقتصادي والمالي والنقدي في المفوضية الأوروبية، إلى المطالبة بردم هذه الفجوة.
وقال موسكوفيتسي في حديث لقناة "يورو نيوز"، إن الحل لمشكلة تفاوت النمو يكمن في دفع بعض الاقتصادات لبذل جهد أكبر وأن تستثمر أكثر من غيرها.
وأضاف :" لا أفكر في أوروبا بسرعتين، هذا ليس عادلاً. لكن أؤمن بتحالف الإرادات"، مشيرا إلى دور المؤسسات الأوروبية في ردم فجوة التفاوت.

وتابع :" لا أقول إن الوضع مثالي. لكن أود أن أقول للذين ينتقدون مشروع الوحدة الأوروبية، لننظر إلى ما تحقق، لدينا الآن البنك المركزي الأوروبي، ومجموعة اليورو .. هناك قرارات مشتركة خاصة بالنسبة للدول التي تواجه صعوبات، ولكن المشكلة أن الناس ينظرون للقضايا الخلافية وليس إلى الإنجازات وما تم الاتفاق بشأنه".
وبشأن خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، قال موسكوفيسي إن "بريكسيت هو التحدي الداخلي الرئيسي الذي يواجهنا، نريد للانفصال أن يجري بطريقة ودية لأننا بحاجة للحفاظ على العلاقة مع المملكة المتحدة".

وأضاف: "هناك تحديات خارجية أيضاً، من بينها دونالد ترامب (رئيس الولايات المتحدة)، حين ننظر في الطريقة التي يتحدث فيها عن الحمائية. وكذلك فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي) هو تحد خارجي آخر، وهناك الإرهاب، وقضية اللاجئين. أعتقد أن الوضع الراهن ليس خياراً، إذا بقى الوضع هكذا، أعتقد أن القوى التي تميل إلى فك نسيج الاتحاد ستكون قوية جداً".
وتابع: "الخطر كبير، بعض الأشخاص، كما في بلدي فرنسا حيث توجد الجبهة الوطنية التي تقودها ماريان لوبين، يريدون أن تخرج فرنسا من اليورو، لكن أوروبا واليورو بدون فرنسا لا معنى لها، لذا أقول لمؤيدي أوروبا لا تشعروا بالخجل".

وبدأ التكامل الاقتصادي الأوروبي في الخمسينيات، وبعد بضعة عقود تم توقيع معاهدة الاتحاد الاقتصادي والنقدي التي تعرف باسم "ماستريخت"، وهو اسم المدينة الهولندية التي تم فيها توقيع الاتفاق، الذي حدد إدخال وتداول اليورو كعملة واحدة للدول الأعضاء.
ويستهدف الاتحاد الاقتصادي والنقدي، إلى دمج الاقتصادات والأسواق الأوروبية، في سوق واحدة مفتوحة الحدود بدون جمارك.
وعلى الرغم من اختلاف السياسات والاقتصادات الوطنية، فإن عضوية الاتحاد الاقتصادي والنقدي تمنحهم العملة الموحدة إذا استوفوا شروط الانضمام.

ويعد البنك المركزي الأوروبي مفتاح الاتحاد النقدي الأوروبي، إذ يحدد السياسة النقدية وأسعار الفائدة وأهداف التضخم، التي تساعد الدول الأعضاء على التنسيق فيما بينها. وهناك شبكة إنقاذ لمساعدة الجميع إذا ساءت الأمور، مثلما يحدث حالياً بالنسبة لليونان، التي تعيش أزمة مالية حادة منذ أكثر من خمس سنوات.
ولكن رغم هذه الفوائد التي يجنيها المواطن الأوروبي من الاتحاد، فإن هنالك احتجاجات واسعة على بيروقراطية المفوضية الأوروبية والتفاوت في الدخول والنمو الاقتصادي. وترى بعض الجماعات والأحزاب السياسية أن عضوية الاتحاد هي السبب في مشاكلهم.

وكان قادة الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد احتفلوا في 25 مارس/آذار الماضي بتأسيس الاتحاد، وذلك في قصر يعود إلى عصر النهضة في العاصمة الإيطالية، تم فيه توقيع المعاهدة التأسيسية للاتحاد في 25 مارس/آذار 1957.


المساهمون