حزب "الطالباني" يعرقل صادرات نفط كردستان العراق

24 اغسطس 2016
حقل نفط عراقي (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مسؤولة في العراق لـ"العربي الجديد"، أن عملية تصدير نفط كركوك عبر أنبوب إقليم كردستان المتجه إلى ميناء جيهان التركي، لا تزال متوقفة منذ مطلع مارس/آذار الماضي، رغم إعلان بغداد قبل ثلاثة أيام استئناف الإمدادات عبر هذا الخط.
وقالت المصادر إن تعثر عودة الإنتاج يعود لضغوط يمارسها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، قريب الصلة من الحكومة المركزية في بغداد؛ على حكومة الإقليم التي تُصر على عدم تدخل الأحزاب في إدارة ملف النفط، وهو ما يرفضه حزب الطالباني.
وذكر مصدر حكومي عراقي: "توصلنا لمعلومات تُفيد بأن السيدة هيرو إبراهيم، زوجة الطالباني، والتي تتولى حاليا شؤون الحزب من معقله في السليمانية بالإقليم، قد طلبت من العبادي (رئيس حكومة العراق) بوقف تصدير نفط الإقليم للضغط على أربيل".
وأضاف المصدر: "حكومة الإقليم تُصر على حصر السياسة النفطية في وزارة الثروات الطبيعية في كردستان، وعدم تدخل الأحزاب الموجودة في الإقليم بالملف، لكن قيادة حزب الاتحاد الوطني ترفض هذا".
وتبلغ القدرات الإنتاجية لحقول كركوك نحو 300 ألف برميل يومياً، تساهم في أكثر من نصف إيرادات الإقليم التي يُنفق من خلالها على قوات البشمركة التي تخوض حربا شرسة مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فضلا عن رواتب الموظفين.
وقال مصدر آخر في وزارة الثروة الطبيعية بالإقليم: "حزب الاتحاد يستغل علاقته مع بغداد للضغط علينا، خاصة بعد أن تمكنت قوات أمن كردستان من ضبط صهاريج نفط مهرب إلى إيران لصالح الحزب".
وأكد المعنى مصدر سياسي في الإقليم إذ أكد أنه: "من الواضح أن حزب الاتحاد الوطني يستغل علاقته الممتازة مع حكومة بغداد لوقف صادرات نفط الإقليم. الهدف من وراء ذلك كله هو إحراج حزب رئيس الإقليم مسعود البارزاني (الحزب الديمقراطي الكردستاني)، خاصة بعد تراجع شعبية حزب الاتحاد وإخفاقه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في تحقيق نتائج مرضية".
وبحسب الاتفاق الموقع بين بغداد وأربيل في العام الماضي، فإن واردات النفط من حقول كركوك الشمالية، خصوصاً حقلي هافانا وباي حسن، تصدر عبر أنبوب الإقليم إلى ميناء جيهان التركي، وتكون عائداته لدفع مرتبات ومستحقات الموظفين في كردستان، في الوقت الذي ما تزال حقول كركوك الغربية متوقفة عن الإنتاج، بسبب وقوع نصفها بيد داعش والآخر بيد الحكومة، وهذا النصف شبه مدمر بفعل المعارك.
وفي الثالث من مارس/آذار الماضي، أصدر وزير النفط السابق عادل عبد المهدي، تعليمات إلى شركة نفط الشمال بإيقاف تصدير النفط الخام من حقول كركوك عبر أنابيب كردستان العراق، بسبب ما عزاه وقتها إلى خلافات بين بغداد وأربيل.
وأكد مسؤول في الحكومة العراقية ببغداد، أن إيقاف نفط خط كركوك جيهان، جاء بطلب من أحد الأطراف الكردية.
وقال المسؤول لـ "العربي الجديد": "لا مصلحة لبغداد في وقف تصدير نفط كركوك، لكن بالتأكيد سترضخ أربيل لبعض الطلبات الداخلية والخارجية جراء هذا التوقف، فحكومة الإقليم بحاجة لتمويل خزنتها للإيفاء برواتب الموظفين وغيرها من النفقات الضرورية".

دلالات
المساهمون