ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، اليوم الأربعاء، عن قائد القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني علي رضا تنغسيري، قوله إن قواته "اكتشفت سفينة تحمل أكثر من 12 مليوناً و500 ألف لتر من الوقود المهرب، وأوقفتها".
وأضاف تنغسيري أنه تم اعتقال 21 شخصا من جنسيات مختلفة على خلفية الحادث، وسلمت الحمولة وجميع المعتقلين إلى السلطات القضائية.
وأوضح أن "هذه هي أكبر حمولة تهريب للوقود يتم اكتشافها وضبطها في الخليج ومضيق هرمز"، قائلا إن "السفينة الموقوفة هي ناقلة نفط يصل طولها إلى 131 مترا".
ولفت إلى أن القوات البحرية الإيرانية، من خلال اكتشافها هذه الحمولة المهربة، قد فككت إحدى كبرى شبكات التهريب للوقود في المنطقة.
وخلال الشهر الماضي، أعلنت القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني أيضا أنها أوقفت سفينة أجنبية في مياه الخليج "لتهريبها الوقود من إيران"، واعتقلت 13 شخصاً على متنها، من دون أن تكشف عن اسم الدولة التي تتبعها السفينة.
وضبطت السفينة الأجنبية على بعد 18 ميلاً من مدينة بوشهر في محافظة هرمزجان جنوبي إيران، حين كانت تشحن وقوداً مهرباً من خمسة زوارق، وذلك بعدما تلقت هذه القوات معلومات استخبارية حول عملية التهريب هذه.
وكانت تحمل السفينة 150 ألف ليتر من الوقود المهرب، كما أن المعتقلين الـ13 كانوا من جنسيات متعددة.
يُذكر أنه بالنظر إلى انخفاض أسعار الوقود في إيران، تشهد البلاد عمليات تهريب كبيرة، حيث يبلغ سعر اللتر الواحد من البنزين نحو 0.8 دولار. وبحسب الإحصائيات، تعتبر إيران ثاني أرخص دولة في العالم في أسعار المحروقات بعد فنزويلا.
وتقول وسائل إعلام إيرانية إن عمليات تهريب الوقود تشهد تزايداً ملحوظاً، بعد تراجع قيمة الريال الإيراني بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في مايو/ أيار 2018 وعودة العقوبات الأميركية خلال العام نفسه على مرحلتين.
وفيما لا توجد إحصائية دقيقة حول حجم الوقود المهرب، إلا أن إحصائية نشرها الموقع الإعلامي للحكومة الإيرانية في ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، تظهر تهريب 11.5 مليون لتر من الوقود يومياً إلى خارج إيران، يشكل السولار 85% منها.
وكتبت صحيفة "اطلاعات" الإيرانية في تقرير لها نشرته في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018، أن قيمة الوقود المهرب إلى الخارج خلال السنوات الخمس الماضية تبلغ 7 مليارات دولار.
وبحسب تقرير لوزارة النفط الإيرانية، نشرته قبل أيام، إن معدل إنتاج إيران اليومي من السولار يصل إلى 98 مليوناً و200 ألف لتر خلال الشهور الـ11 الماضية، تستهلك منها يومياً 81 مليوناً و800 ألف لتر، كما أن معدل الإنتاج اليومي للبنزين خلال الفترة نفسها وصل إلى 103 ملايين لتر، استهلك منها يومياً 87 مليون لتر.
وتقول وكالات أنباء إيرانية إن هذه الإحصائيات لا تظهر حجم الاستهلاك الحقيقي في البلاد، وأن جزءاً من الوقود المستهلك في الداخل يتم تهريبه إلى الخارج.
وخلال حفل تدشين 4 مراحل جديدة من مشروع بارس الجنوبي الغازي، الشهر الماضي، أكد الرئيس حسن روحاني، أن بلاده قد حققت اكتفاء ذاتياً على صعيد إنتاج البنزين والسولار والغاز، قائلاً إنه عندما وصل إلى الرئاسة عام 2013، كانت إيران تنتج يومياً 52 مليون لتر من البنزين، لكنها اليوم تنتج أكثر من 101 مليون لتر يومياً.