إسرائيل تصادر شباك الرزق لصيادي غزة

07 يونيو 2015
صيادون في بحر غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

بات مشهد اعتداء البحرية الإسرائيلية على الصيادين الفلسطينيين في عرض بحر قطاع غزة، حلقة يومية متكررة، من حلقات مسلسل الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار المبرم في القاهرة بعيد الحرب الإسرائيلية الأخيرة قبل نحو عام، الذي كفل حرية الحركة والصيد لآلاف الصيادين، لمساحة تصل إلى 6 أميال بحرية.

وتستهدف الزوارق البحرية الإسرائيلية الصيادين، وتقوم بمصادرة شباكهم وإغراق قواربهم وتدميرها بشكل متواصل ومتصاعد في الآونة الأخيرة، ووصلت الانتهاكات والمضايقات إلى حد إطلاق النار على الصيادين، وتعقبهم وإصابة بعضهم.

ويقول الصياد الفلسطيني محمد رشاد (42 عاماً) إن البحرية الإسرائيلية تكثف من اعتداءاتها

على الصيادين في غزة، وتضيق الخناق عليهم بمختلف الوسائل، حتى داخل المساحة المسموح لهم بالصيد فيها والبالغة 6 أميال بحرية.

ويشير رشاد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الاحتلال رفع وتيرة اعتداءاته مع دخول مواسم صيد السردين، التي بدأت منتصف أبريل/نيسان، ويعتبر لمئات الصيادين فرصة حقيقية لتوفير عوائد مالية لهم ولعوائلهم.

ويوشك موسم "السردين" في قطاع غزة على الانتهاء بدون الاستفادة منه، فيما كان من المفترض أن تعج الأسواق به في مثل هذه الأيام كما كل عام.

ويبلغ عدد الصيادين في قطاع غزة قرابة 3000 صياد، يملكون نحو 700 مركب، ويعتاش من هذه المهنة ما يقرب من 50 ألف مواطن.

وينوه رشاد إلى أن الأسبوعين الماضيين شهدا ارتفاع وتيرة الاعتداءات والملاحقات وإطلاق النار على الصيادين، عدا عن اعتقال آخرين خلال الفترة الماضية.

ويبين أن العشرات من الصيادين تعرضوا لخسائر مالية كبيرة بفعل عدم تمكنهم من الصيد، رغم بدء مواسم الصيد للكثير من المواسم، وحرمان الاحتلال لهم من الدخول إلى مسافات أطول من المخصصة، وتنكره لاتفاق وقف إطلاق النار الذي نص على وصول مسافة الصيد إلى 12 ميلا بحريا بعد عدة أشهر من سريان وقف إطلاق النار.

وتوصلت الفصائل الفلسطينية في غزة والاحتلال الإسرائيلي، إلى قرار لوقف إطلاق النار، الصيف الماضي، بعد حرب استمرت نحو 51 يوماً، تضمنت بنوده زيادة مساحة الصيد للصيادين وعدم الاعتداء عليهم.

ويقول نقيب الصيادين الفلسطينيين، نزار عياش، لـ"العربي الجديد"، إن حجم الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصياد الفلسطيني في غزة، هي الأعلى خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية، الصيف الماضي، جرى اعتقال نحو 60 صيادا فلسطينيا، أفرج عن غالبيتهم، فيما بقي رهن الاعتقال عدد محدود.

ويلفت عياش إلى أنّ بحرية الاحتلال صادرت 23 قاربا وحسكة صغيرة مخصصة للصيد، وأتلفت بعضها، بالإضافة إلى مصادرة شباك ومعدات الصيادين.

يذكر أن اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 ينص على

السماح للصيادين الفلسطينيين بالصيد لمسافة 20 ميلاً بحرياً.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يُضيع موسم "السردين" على صيادي غزة

ويوضح عياش أن البحرية المصرية أيضاً دخلت على خط الانتهاكات بحق الصيادين الفلسطينيين، حيث قامت بالاعتداء على قارب صيد فلسطيني، الأسبوع الماضي، داخل المياه الإقليمية الفلسطينية، وإلى جانب ذلك أصيب صياد فلسطيني في قدمه بنيران البحرية المصرية، رغم تواجده في المياه التابعة لقطاع غزة.

وينوه إلى أن نقابة الصيادين الفلسطينيين تعمل بشكل متواصل وتنسق مع المؤسسات الحقوقية والأمم المتحدة لوضعها في صورة الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة بحق الصيادين في قطاع غزة.

وتفرض إسرائيل حصاراً برياً وبحرياً على قطاع غزة، حيث يقدر عدد العاطلين عن العمل بأكثر من 230 ألفاً، بالإضافة إلى أن 80% من السكان تحت مستوى خط الفقر.

في هذه الأثناء، يشير رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار، النائب جمال الخضري، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عبر سياسة الطوق البحري المفروضة على قطاع غزة، يعزز الحصار الاقتصادي المفروض، ويهدف إلى كسر كل مقاومات الحياة في غزة.

ويقول الخضري لـ"العربي الجديد"، إن أعداد الصيادين الفلسطينيين في غزة تسجل تراجعاً كبيراً بفعل الاعتداءات المتواصلة، سواء بالاعتقال أو الاستهداف المباشر، وعدم تمكن الكثيرين منهم من الوصول إلى مساحات صيد كافية.

ويشير إلى أن الاحتلال تنصل من كافة الاتفاقات الموقعة والتي حفظت وضمنت الكثير من الحقوق للصيادين وللغزيين في ملف بحر غزة، داعياً إلى سرعة تدخل المجتمع الدولي للعمل على إنهاء حصار غزة الذي دخل عامه التاسع، في ظل ارتفاع كبير بمعدلات البطالة والفقر، وشلل في مناحي الحياة.

من جهته، يقول مدير دائرة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة، خليل شاهين، إن الاعتداءات الإسرائيلية منذ نهاية أبريل/نيسان بدأت تأخذ منحى جديدا، يشكل خطورة على أمن وسلامة الصياد الفلسطيني، من خلال الاستهداف المباشر.

ويوضح شاهين لـ"العربي الجديد"، أن الفترة الأخيرة سجلت العديد من الإصابات في صفوف

الصيادين، وهذا تطور خطير مقارنة مع الأشهر السابقة، حيث كان يقتصر الأمر على محاصرة الصيادين وسحب المراكب وإتلافها هي والمعدات.

ويلفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي رفع وتيرة الاعتداءات على الصيادين مع الموسم الأخير المتبقي للصيادين، وهو موسم صيد "السردين" خلال العام الحالي، حيث يتعمد إطلاق النار بشكل مباشر على الصيادين ومنعهم من الوصول إلى مساحة الصيد المخصصة.

وتجدر الإشارة إلى أن لـ"السردين" موسما آخر في شهر يناير/كانون الثاني، ويصطاد الصيادون من بحر غزة كميات قليلة من أنواع أخرى من الأسماك، ومن المفترض أن يجني قطاع غزة ما بين (1500-2000) طن من السردين سنوياً في مثل هذا الوقت من العام.

كانت قوات الاحتلال البحرية قد شنت 129 اعتداء على الصيادين في عرض البحر المتوسط خلال العام الماضي 2014، ، نجم عنها استشهاد صياد واحد، وإصابة 14 آخرين بصورة مباشرة، واعتقال 47.

اقرأ أيضاً:
صيادو غزة يحتجون ضد انتهاكات إسرائيل
تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على صيادي غزة
الأسماك "تغازل" صيادي غزة

المساهمون