يهودي مغربي يطارد الشركات الإسرائيلية

18 يونيو 2015
الناشط المغربي اليهودي سيون أسيدون (العربي الجديد)
+ الخط -

هو أحد الوجوه البارزة المقاومة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في العالم. له قدرة مدهشة على تعبئة الناس حول القضايا التي تهم مناهضة التطبيع الاقتصادي. يفضح وينبه ويدين. لا تعوزه الحجة ضد التطبيع. فهو يؤمن بأن غض الطرف عن أي اختراق اقتصادي إسرائيلي في المغرب، معناه التواطؤ مع كيان لا يتقن سوى احتلال الأرض وقتل الأبرياء.

سيون أسيدون، يهودي مغربي، يعلم جيدا أن مقاطعة إسرائيل تحتاج إلى أن يأخذ النضال بُعدا دوليا. فهو منسق فرع المغرب للمنظمة الدولية غير الحكومية BDS، التي تسعى إلى تعبئة المجتمع المدني في العالم ضد الاحتلال الإسرائيلي. تلك منظمة تسعى إلى حث الحكومات والشركات والجامعات، على مقاطعة إسرائيل والكف عن الاستثمار فيها حتى تعترف بحقوق الفلسطينيين.

تنفي السلطات المغربية وجود أية علاقات اقتصادية مع إسرائيل. هكذا تتوفر بيانات رسمية حول المبادلات التجارية، غير أن ثمة تقارير لا تخرج عن الحكومة المغربية، تستند على بيانات تشير إلى أن المبادلات التجارية قائمة، حيث يصنف المغرب كسادس زبون لإسرائيل في أفريقيا، هذا ما يتجلى من إحصائيات المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء، الذي يؤكد أن المغرب صدر لإسرائيلي ما قيمته 5.3 ملايين دولار في الأربعة أشهر الأولى من العام الماضي، بينما استورد منها بحدود 3.2 ملايين دولار. هذا ما يدفع الكثيرين إلى تأكيد أن ترؤس الإسلاميين للحكومة المغربية لم ينل من المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل.

سيون أسيدون، من طينة الذين يؤمنون ولا يطلبون عرفانا بما ينجزونه من أعمال. رغم الصعاب، لا تفارق شفتيه ابتسامة تشيع الأمل بين المحيطين به. يوم الإثنين الماضي، كانت الوقفة الاحتجاجية ضد شركة إسرائيلية بالمغرب. بلغة عربية صافية يشرح تاريخ الشركة وارتباطاتها مع الصهاينة والخطر الذي يشكله ذلك على الفلسطينيين.

منذ شهور يقود أسيدون، حملة قوية من أجل طرد شركة "زيم" الإسرائيلية من المغرب. هو منسق حملة ائتلاف مناهض لتلك الشركة التي يؤكد أنها تتوفر على ممثل تجاري لها بالمغرب. أول أمس كان حضوره بارزا في الوقفة الاحتجاجية أمام ميناء الدار البيضاء، حيث يؤكد أن حاويات "زيم" تحط منذ سنوات.

اقرأ أيضاً: تظاهرات في المغرب تطالب بطرد شركة إسرائيلية

يعتبر أن تلك الشركة تخدم مصالح إسرائيل، حيث تشكل الأداة اللوجستيكية في جميع الحروب التي خاضتها الدولة الصهيونية بين 1956 و2006.

ويوضح بيان للائتلاف الذي يضم جمعيات ونقابات وأحزابا سياسية، أن شركة "زيم" أُنشئت بهدف نقل المهاجرين القادمين من أوروبا من مناطق أخرى من العالم، من أجل استعمار فلسطين ونقل الأسلحة والذخيرة التي استعملتها عصابات الصهاينة خلال الحرب على الفلسطينيين في 1948.

عندما تحدثه تظن أن هذا المغربي البالغ من العمر 67 عاماً دون أن يتخلى عن مظهره الشبابي الجذاب، مكرس وقته كله لطرد "زيم" من المغرب، غير أن هذا الاهتمام ليس سوى جزء من مشروع حياته المتمثل في محاربة جميع أشكال التطبيع مع الصهيونية.

رغم تجاهل الحكومة لرسائله، لا يفقد أسيدون الأمل، فهو يعتبر أن الحركة المناهضة لتواجد "زيم" بالمغرب، تمكنت من لفت انتباه الرأي العام المغربي، وأبلغت الوزراء الذين يهمهم الأمر، وهي ماضية في وقفاتها التي تُذكّر وتندد.

هذا المغربي، الذي قضى 13 عاما في السجن، لانتمائه لمنظمة يسارية معارضة للنظام في السابق، يؤمن، بحكم التجربة، أن الأمر يستدعي الكثير من الإصرار وعدم السقوط في فخ النسيان.

في عز العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة (يوليو/تموز 2014)، دعا هذا المغربي العاشق لفلسطين، الأسر المغربية إلى مقاطعة إحدى ماركات حفاضات الأطفال عبر فيديو على موقع يوتيوب، أكد أن تلك الحفاضات تصنع من مواد يؤتى بها من ميناء حيفا، وتصل بواسطة حاويات شركة النقل الإسرائيلية "زيم".

لا ينشغل فقط بشركة "زيم" أو شركة "حفاضات الأطفال". فقد بعث مؤخراً رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ينبهه فيها إلى الدور الذي تضطلع به شركة "بارترنز"، حليفة أورانج الفرنسية بإسرائيل. إنها تدعم الحرب ضد الفلسطينيين، حيث يؤكد سيون أسيدون أنها تبنت فيلقا اجتاح غزة في الحرب الأخيرة.

لا يكتفى أسيدون بالتنديد بحضور المنتجات الإسرائيلية في المغرب، بل إنه مستاء من سطو الإسرائيليين على تمور "المجهول" المشهورة في المملكة، فقد تمكنت من استنبات نخيلها في فلسطين، وشرعت في تصدير ثمارها نحو المغرب عبر مليلية المحتلة من إسبانيا، وجنوب أفريقيا. ففي غالب الأحيان تأخذ المنتجات الإسرائيلية طرقا ملتوية كي تصل إلى المغرب.

 
اقرأ أيضاً: بالوثائق: التطبيع بين المغرب وإسرائيل من البذور للتمور

المساهمون