الليبيون في جنوب طرابلس بلا ماء ولا كهرباء

01 سبتمبر 2018
انقطاع الكهرباء يسيطر على مناطق ليبية (Getty)
+ الخط -
تسببت الاشتباكات المسلحة في جنوب العاصمة الليبية  طرابلس، وفي منطقة خلة الفرجان تحديداً وكذا في جوار معسكر اليرموك وطريق المطار وبعض مناطق عين زارة، بانقطاع التيار الكهربائي منذ يومين ما أدى كذلك إلى انقطاع المياه. ليأتي ذلك بالتزامن مع إقفال المخابز والمحلات التجارية، ما ضاعف من الأزمات  التي يعاني منها سكان هذه المناطق.

وقال مواطنون في خلة الفرجان لمراسل "العربي الجديد" اليوم الجمعة، إن الوضع الإنساني والمعيشي أصبح سيئاً للغاية، حيث لا يوجد خبز بالتزامن مع انقطاع الكهرباء والمياه، كما أقفلت المحلات التجارية منذ يوم الأحد الماضي ولا توجد ممرات آمنة للخروج من المنطقة لتأمين هذه الحاجات الأساسية، في الوقت الذي يتم تبادل إطلاق النار بين الفينة والأخرى.

وشرح سعد الترهوني من منطقة خلة الفرجان أنه لا يستطيع الخروج من منزله مع أسرته نظراً لانتشار عمليات السرقات التي تحدث إثر مغادرة عدد من المواطنين المنطقة. وسأل: "أين يمكن الذهاب ولا توجد لدي سيولة كافية لاستئجار منزل في منطقة أخرى؟".

وتعتبر منطقة خلة الفرجان منطقة سكنية عشوائية نشأت منذ عام 2010 ويعتمد سكانها على مضخات الماء المشغلة بالتيار الكهربائي لجلب المياه من الآبار.

وقال المواطن علي المشاي لـ"العربي الجديد": "نحن نعاني من كارثة معيشية بكل معنى الكلمة. معظم الأسر غادرت بيوتها، ومن تبقى فلحماية منزله من جهة، وبسبب عدم القدرة على تأمين تكاليف المغادرة من جهة أخرى". وأضاف: "أين حكومة الوفاق والأمم المتحدة لتضع لنا حداً لهذه الاشتباكات المسلحة؟".

وحول أزمة انقطاع الكهرباء في المنطقة المذكورة، أكد مدير إدارة الإعلام في الشركة العامة للكهرباء في حديث مع "العربي الجديد" أن الكهرباء مقطوعة ولم تتمكن فرق الصيانة من الدخول للقيام بإصلاح خطوط نقل الطاقة بسبب الاشتباكات، لافتاً إلى أن خلة الفرجان عبارة عن منطقة عبور للطاقة من بين المناطق الغربية والوسطى.

وأشارت المعلومات إلى أنه تم إخلاء 16 عائلة في منطقة الاشتباكات المسلحة، وأعلنت وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني أن عدد الضحايا وصل إلى 30 قتيلاً و90 جريحاً جلُّهم من المدنيين.

وقال الناطق الرسمي باسم جهاز الإسعاف أسامة علي إن معظم العائلات النازحة تم نقلها إلى مدرسة "موسى بنو نصير" في منطقة حي الأندلس، مؤكداً أن الوضع مأسوي جداً. ومنذ أبريل/ نيسان عام 2016 أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس عن مساعيه لحل المشاكل السياسية والاقتصادية.

ووقع الليبيون اتفاقاً في مدينة الصخيرات المغربية، برعاية أممية، بعد محاولات عسيرة للأمم المتحدة وجهود دولية مضنية لتقريب وجهات نظر المتنازعين في ليبيا.

وقد ألقت الحرب الأهلية الليبية بثقلها على المشهد الإنساني، خاصة في ما يخص الخدمات والاحتياجات الأساسية. فهناك نقص وأحياناً غياب للوازم الأساسية الصحية والطبية والخدمات العامة الأساسية، مثل خدمات السفر والتنقل وخدمات توفير السلع الضرورية للسكان، مثل غاز الطهو والبنزين، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخبز مؤخراً.
المساهمون