رمضان .. فرص عمل موسمية لشباب غزة الهاربين من البطالة

04 يونيو 2017
الاقتصاد يتحرك في غزة خلال رمضان (العربي الجديد)
+ الخط -

جولة بسيطة داخل أحد الأسواق في قطاع غزة، كفيلة بجعلك تلاحظ حالة الانتشار للباعة المتجولين على اختلاف مراحلهم العمرية، إذ يجد هؤلاء في شهر رمضان وسيلة لكسب الرزق عبر بيع بعض المنتجات، والتي يقبل عليها الغزيون في هذا الشهر.

وينتشر هؤلاء عبر عربات صغيرة أو من خلال التجول بالمنتجات التي يبيعوها للمتسوقين حملاً على أيديهم، إذ تتنوع البضائع بين بعض الأطعمة كأنواع من الخبز والمعجنات، أو الخضروات التي لا تكاد تخلو منها الموائد في هذا الشهر.

ويشكل شهر رمضان نافذة أمل لشباب غزة المتعطلين، خصوصاً في ظل ندرة فرص العمل والوظائف وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في صفوف أكثر من مليوني مواطن، واعتماد شريحة واسعة من سكان القطاع المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي على المساعدات الإغاثية.

ففي إحدى زوايا سوق الزاوية وسط مدينة غزة، يقف الشاب الفلسطيني محمود جحا على عربته، حيث يحرص على بيع أصناف متنوعة من المخبوزات التي يقبل الغزيون على شرائها لتناولها أوقات الإفطار والسحور.

ويقول جحا لـ "العربي الجديد" إن شهر رمضان بالنسبة له يشكل موسماً حقيقاً وفرصةً لكسب الرزق وتوفير المال له ولعائلته في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع وندرة فرص العمل.

ويوضح أن للعمل داخل الأسواق في شهر رمضان رونقاً مختلفاً عن الأيام العادية بفعل الأجواء الرمضانية وساعات العمل الأكثر مقارنة مع الأيام العادية.

ويشير الشاب الفلسطيني إلى أنه، ورغم حالة التدهور الاقتصادي التي يعيشها القطاع مؤخرًا، بعد الخصومات التي طاولت الآلاف من موظفي السلطة الفلسطينية، إلا أن الغزيين يقبلون على شراء السلع والمواد الغذائية بمختلف أنواعها، وإن كان الأمر بكميات محدودة مقارنة بالأعوام السابقة.

وبحسب إحصاءات اللجنة الشعبية لكسر الحصار (منظمة غير حكومية) فإن نحو ربع مليون فلسطيني في القطاع عاطلون عن العمل، في الوقت الذي لا يتجاوز متوسط دخل الفرد اليومي فيها دولاراً أميركياً، ويعتمد أكثر من 80% من السكان على المساعدات الإغاثية.

وعلى مسافة ليست ببعيدة يجلس الفلسطيني صادق الطباطيبي قرب عربته الخشبية التي تعتلي عجلاتها أصناف متنوعة بين الجرجير والبقدونس والنعناع وغيرها من الخضروات.

ويعمل الطباطيبي في أيام العام العادية في مجال بيع الفواكه والخضروات في أسواق غزة على فترات متقطعة حيث تشكل فرصة عمل بالنسبة له، إلا أنه يجد في شهر رمضان فرصةً أفضل لكسب المال وتوفير احتياجات أسرته طيلة أيامه، خصوصًا أنه المعيل الوحيد لعائلته.

ويقول الطباطيبي لـ "العربي الجديد" إنه رغم ضعف الحالة الاقتصادية إلا أن البيع القليل يعتبر بالنسبة له ولغيره فرصة حقيقة من أجل تأمين لقمة عيشهم اليومية والعمل على كفاية احتياجات أسرهم.

وأسهم الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ عام 2006 في ارتفاع معدلات الفقر في صفوف الغزيين لأكثر من 68%، في حين وصل مستوى انعدام الأمن الغذائي إلى أكثر من 72%.

كذلك انعكست الخصومات المالية التي فرضتها السلطة الفلسطينية مؤخرًا على موظفيها في القطاع، والتي تجاوزت 30% من إجمالي الراتب، سلباً على القدرة الشرائية.



المساهمون