قطاع الإنشاءات البريطاني يكذب التوقعات المتشائمة

10 سبتمبر 2016
استقرار قطاع البناء والمستثمرون يشترون (Getty)
+ الخط -

تواصل البيانات الصادرة في لندن تكذيب التوقعات المتشائمة حول قطاع الإنشاءات والعقارات في بريطانيا، حيث أظهرت بيانات رسمية، أمس الجمعة، أن إنتاج قطاع البناء البريطاني استقر في أول شهر بعد التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/ حزيران، مخالفاً توقعات بانخفاضه، بينما تقلص العجز التجاري قليلاً.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن إنتاج قطاع البناء لم يسجل تغيّراً يذكر في يوليو/ تموز بعدما انخفض واحدا بالمئة في يونيو/ حزيران، في حين أشار متوسط التوقعات في استطلاع لوكالة رويترز إلى تراجع نسبته 0.8%.
ولكن بالمقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي هبط الإنتاج 1.5% مسجلاً أكبر انخفاض من نوعه منذ إبريل/ نيسان 2013، وإن كانت وتيرته تقل عن تلك التي توقعها خبراء اقتصاديون وبلغت 3.2%.
ويشكل قطاع البناء 6% من الاقتصاد البريطاني.

وحسب رويترز، أظهرت بيانات معهد الإحصاءات الوطنية، أمس الجمعة، أن طلبيات البناء الجديدة في ثلاثة أشهر حتى نهاية يونيو/ حزيران ارتفعت 8.6% عن الربع السابق، لتسجل أكبر زيادة منذ الربع الثاني من 2013. وأظهرت بيانات منفصلة أصدرها المعهد تقلص العجز التجاري البريطاني في يوليو/ تموز إلى 4.502 مليارات جنيه استرليني من 5.573 مليارات في يونيو/ حزيران.
وانخفض العجز في تجارة السلع وحدها إلى 11.764 مليار جنيه استرليني، بما يتماشى تقريباً مع توقعات خبراء الاقتصاد.

وارتفع حجم صادرات السلع 2% في يوليو/ تموز بينما انخفضت الواردات 3.6%.
وقال معهد الإحصاءات إن من السابق لأوانه معرفة ما إن كان الهبوط الحاد الذي سجله الاسترليني بعد تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي هو السبب في زيادة أحجام الصادرات.
ويذكرأن شركة "كي بي إم جي" لتدقيق الحسابات، توقعت في أعقاب استفتاء "بريكست"، أن تتعرض عقارات بريطانيا للتأثير، ولكنها قالت بالتأكيد لن يصل هذا التأثير إلى حد الانهيار كما تصورته بعض التوقعات.

من جانبها، قالت الرئيسة التنفيذية لصندوق "إل سي بي" المتخصص في العقارات السكنية وإدارة الموجودات، نعومي هيتون، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون تأثيره العقاري مرتبطاً بمناطق الاستثمار، أي تبعاً لمنطقة العقار، حيث سيكون التأثير على أصحاب العقارات والمستثمرين في عقارات وسط لندن، مختلفاً عن التأثير على المستثمرين خارجها.

وذكرت هيتون في تعليقات لـ"العربي الجديد"، أن تداعيات الاستفتاء قد دخلت منذ مدة في حسابات السوق العقارية، حيث تراجع نمو أسعار العقارات في وسط لندن من متوسطه السنوي البالغ 8.7% إلى 4.7%.

وقالت هيتون إن المستثمرين في عقارات الوسط يتبعون حالياً استراتيجية "الانتظار والترقب"، ولكنها تبقى استراتيجية مؤقتة وقصيرة الأجل.
وأضافت في تعليقاتها: من الناحية العقارية، أعتقد أن المستثمرين من أنحاء العالم، بمن في ذلك المستثمرون من المنطقة العربية، سيجدون لندن محتفظة بجاذبيتها الاستثمارية، سواء كانت بريطانيا قوة مستقلة أم دولة مرتبطة تجارياً فقط مع الاتحاد الأوروبي.



المساهمون