استدعاء السيارات ... أعطال قاتلة وخسائر كبيرة

14 مايو 2018
"مرسيدس جي.تي.إس" 2017 شملها الاستدعاء (Getty)
+ الخط -
استدعاء عشرات بل مئات آلاف السيارات لدواعي السلامة والأمان، ظاهرة لا تقتصر فقط على المركبات الشعبية المنخفضة السعر نسبياً، بل تتسع دائرته لتشمل موديلات هي الأفخم. والخاسر الأكبر في كل الحالات هي شركات الإنتاج من مختلف الجنسيات.

الخسائر الناتجة من عمليات الاستدعاء ليست قليلة. فوفقاً لأحدث الأرقام المتوافرة، بلغت تكاليف الاستدعاء في الولايات المتحدة وحدها 22.1 مليار دولار عام 2016، بزيادة 26% عن العام السابق، وفقاً لدراسة أجرتها الشركة الاستشارية العالمية "أليكس بارتنرز".

الموقع المتخصص بتجارة السيارات "iSeeCars" أجرى تحليلاً لعمليات الاستدعاء بين عامي 1985 و2016، وتبيّن على ضوئه أنه على مدى 3 عقود، كانت "بورشه" الأقل استدعاء لسياراتها، بينما كانت "فولكسفاغن" على رأس القائمة.

ومن الأقل إلى الأكثر استدعاءً، تأتي "مرسيدس" ثانيةً بين الأقل استدعاء بعد "بورشه"، ليرتفع منسوب الاستدعاء تباعاً باتجاه "كيا" و"تيسلا" و"مازدا" و"جنرال موتورز" و"سوبارو" و"تويوتا" و"نيسان" و"جاغوار لاند روفر" و"ميستوبيشي"، ويواصل المعدل صعوده مع "فورد" و"فولفو" و"بي.إم.دبليو" و"هيونداي" و"هوندا" و"فيات كرايسلر"، لتأتي مجموعة "فولكسفاغن" أخيرة كأكثر الشركات استدعاء لمركباتها بسبب عيوب التصنيع.


أما أسباب الاستدعاء فتتنوّع بين مستويات خطرة جداً تؤدي إلى الوفاة والتحطّم والإصابة بجروح واندلاع الحريق ووقوع الحوادث، واستُدعيت بسببها 88.1% من هذه السيارات خلال 30 عاماً. في المقابل، ثمة أسباب بسيطة جداً نسبياً وراء استدعاء المركبات، مثل ورود رقم هاتفي خاطئ في دليل الاستخدام.

الاستدعاء ظاهرة لن تنتهي ما دامت هناك شركات تُنتج، على رغم التطوّر الكبير الذي بلغته خطوط الإنتاج من حيث النوعية والجودة، لكن "الكمال لله".

من الأمثلة الجديدة في هذا السياق، من المقرر أن تستدعي "تيسلا" الأميركية طوعاً في الصين اعتباراً من 28 يونيو/ حزيران المقبل 8 آلاف و898 سيارة "إس سيدان" صُنعت قبل إبريل/ نيسان 2016، لتغيير براغ في مكونات عجلة القيادة.

كما قررت "ميتسوبيشي موتورز" اليابانية الشهر الماضي أن تسحب من السوق الروسية 86 ألفاً و620 سيارة "آوتلاندر" بيعت بين فبراير/ شباط 2007 ويونيو/ حزيران 2012، كي تستبدل وسائد الهواء الأمامية لجهة السائق. وللسبب ذاته ستسحب الشركة نفسها في روسيا أيضاً 4 آلاف و780 سيارة "لانسر" بيعت بين يوليو/ تموز 2009 وفبراير/ شباط 2010.

وفي تموز/ يوليو 2017، استدعت "هوندا" اليابانية نحو 1.2 مليون سيارة "Accord" منتجة بين عامي 2013 و2016، بعد ورود تقارير عن أن أجهزة استشعار البطارية في السيارات قد تؤدي إلى اشتعال النيران.

أما أزمة "فولكسفاغن" المرتبطة بفضيحة الانبعاثات في الولايات المتحدة عام 2015، فقد دفعتها إلى تخصيص 7 مليارات دولار لإصلاح السيارات، لترتفع الكلفة إلى أكثر من ذلك بكثير لاحقاً، بغض النظر عن الخسائر الهائلة الأخرى المتعلقة بالدعاوى القضائية والتسويات مع الحكومة الأميركية.
دلالات
المساهمون