وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان أمس الإثنين، وفقا لوكالة "رويترز"، إن "إعلان تركيا اعتزامها على القيام بعملية تنقيب جديدة غير قانونية في شمال شرقي قبرص، يثير قلقا بالغا"، مضيفاً أن عملية التنقيب "تمثل تصعيدا جديدا غير مقبول وانتهاكا لسيادة قبرص".
وصدر بيان شديد اللهجة عن الرئاسة القبرصية يتهم تركيا بـ"الاعتداء السافر" على سيادة الجزيرة، مضيفا أن "هذا الحفر الثاني المزمع... تصعيد من قبل تركيا لانتهاكاتها المتكررة لحقوق قبرص السيادية بموجب قانون البحار التابع للأمم المتحدة والقانون الدولي، وهو أحد أخطر الاعتداءات على سيادة جمهورية قبرص".
رد تركي
من جانبه، قال أردوغان إن السفن التركية تواصل أعمال البحث والتنقيب عن الطاقة، وأضاف في مؤتمر صحافي، أمس الإثنين، أن "بعض الأصوات المزعجة تصدر بين حين وآخر من هنا وهناك، لكن هذه الأصوات لن تثني تركيا عن مساعيها في البحث والتنقيب بالمتوسط".
وأوضح الرئيس التركي، وفقا لوكالة "الأناضول"، أنه أبلغ أخيرا بعض القادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين باليابان حساسية تركيا في شرق المتوسط.
والخميس الماضي شدد أردوغان على أن بلاده اتخذت الخطوات اللازمة بموجب القانون حيال أنشطة التنقيب التي تقوم بها قبرص (اليونانية) في المناطق التي تخص الشطر التركي (الشمالي) من الجزيرة.
وقال أردوغان على هامش زيارته للصين: "اتخذنا الخطوات اللازمة في إطار القانون. إذا لم يعترفوا (إدارة قبرص اليونانية) بالقانون، عندها نعرف كيفية التحدث باللغة التي يفهمونها"، مشددا على أن "الادعاء بالحق من قبل الذين ليس لديهم أي حقوق هناك أمر غير مقبول، والشطر الجنوبي من الجزيرة لم يتصرف قط في إطار القانون".
من جانبه، قال فؤاد أوقطاي إن بلاده لن تتوانى عن اتخاذ أي خطوة في سبيل صون حقوقها وحقوق جمهورية قبرص التركية في جرفيهما القاريين بالمتوسط، مؤكدا أن من يتجاهلون حقوق تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية المشروعة في المنطقة، "لن يحققوا مرادهم أبداً" في المنطقة.
وأضاف في المؤتمر الاقتصادي الأول لمنتدى غرف التجارة التركية-جمهورية شمال قبرص التركية، في العاصمة ليفكوشا، السبت الماضي، أن "من يقدمون على خطوات تعارض حقوق تركيا وجمهورية قبرص التركية في المنطقة، ويتجاهلون تركيا، لن يصلوا لمرادهم أبدا".
وأكد أن بلاده لن تتوانى عن اتخاذ أي خطوة في سبيل صون حقوقها وحقوق شمال قبرص في جرفيهما القاريين بالمتوسط، مبينا أن أنشطة سفينتي التنقيب التركيتين "فاتح" و"ياووز" تصب في هذا الإطار.
يافوز تبدأ التنقيب
وكان وزير الطاقة التركي فاتح دونميز قد أكد، يوم السبت الماضي، أن سفينة الحفر التركية الثانية "يافوز" ستبدأ التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط خلال أسبوع، وذلك في خطوة قد تؤدي لمزيد من التوتر في العلاقات مع قبرص بشأن حقوق التنقيب.
والسفينة "يافوز" هي ثاني سفينة حفر ترسو قبالة قبرص خلال الشهرين الماضيين، ورست إلى الشمال الشرقي من شبه جزيرة كارباس.
وتوجد سفينة حفر تركية أخرى تدعى "فاتح" على بعد نحو 37 ميلا بحريا قبالة ساحل غرب قبرص في منطقة تقول قبرص إنها جزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها.
وتؤكد تركيا أنها لن تسمح لشركات الطاقة بالقيام بأنشطة التنقيب والإنتاج في المناطق التي تدخل في نطاق الصلاحيات البحرية لجمهورية شمال قبرص التركية.
وتقول أنقرة، التي ليست لها علاقات دبلوماسية مع قبرص، إن بعض المناطق التي تنقب فيها قبرص إما تقع على الجرف القاري لتركيا أو في أماكن يتمتع فيها القبارصة الأتراك بحقوق متساوية مع القبارصة اليونانيين في أي اكتشافات، لكن نيقوسيا ترفض هذا وتقول إنه لا يتعارض فحسب مع القانون الدولي بل إن تركيا لن تقبل بأي آلية دولية لفض النزاع تعرض مطالباتها للتدقيق.
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد دعوا تركيا الشهر الماضي إلى وقف أعمال التنقيب عن الغاز في المياه المتنازع عليها حول الجزيرة حتى لا يتخذ الاتحاد إجراء ضدها بعد ضغوط من اليونان وقبرص للتدخل.
وجزيرة قبرص مقسمة منذ 1974 إثر غزو تركي أوقد شرارته انقلاب عسكري وجيز بإيعاز من اليونان. وسبق أن أخفقت مساع عديدة لإحلال السلام بينما أدت الثروة البحرية إلى تعقيد مفاوضات السلام.
(العربي الجديد، وكالات)