الإمارات تزيد إنتاجها النفطي وسط تواصل التراشق الأميركي الإيراني

03 يوليو 2018
ثلث النفط المتداول عالمياً يمر عبر مضيق هرمز(الأناضول)
+ الخط -
يتواصل السجال الأميركي الإيراني حول الإمدادات النفطية؛ ففيما أكدت أميركا مجددا أن الطاقة الإنتاجية العالمية من النفط تكفي لتعويض النفط الإيراني، وواصلت إدارة دونالد ترامب الضغوط على الدول والشركات المستوردة للنفط الإيراني، أصدرت إيران تحذيرا جديدا بشأن إمدادات النفط في الشرق الأوسط، وأكدت أن ضغط أميركا لوقف شراء نفطها قد يؤثر على صادرات المنطقة. 

وجاء السجال الأميركي الإيراني في الوقت الذي أعلنت فيه كل من السعودية وروسيا استمرار التنسيق الوثيق في ما بينهما في أسواق النفط بما يصب في مصلحة المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي. كما أكدت الإمارات، اليوم الثلاثاء، أنها قد تزيد إنتاجها، في أحدث التصريحات ردا على طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خفض أسعار الطاقة العالمية عبر زيادة الإنتاج.

تشدد إيراني

وفي طهران، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه إذا تم تهديد صادرات إيران من النفط الخام، فإن بقية دول الشرق الأوسط ستهدد كذلك.

وأضاف روحاني في تصريحات بثها التلفزيون الإيراني مساء الإثنين: "يبدو أنهم لا يفهمون ما يقولونه عندما يقولون إن إيران لن يسمح لها بتصدير ولو قطرة نفط واحدة... حسنا، إذا كان بإمكانكم فعل شيء كهذا، فافعلوه وشاهدوا النتيجة!".

ولم يشرح روحاني ماذا يعني بالتفصيل، لكن إيران لطالما أكدت أنها قد تغلق مضيق هرمز الذي يفصل بين الخليج العربي والعالم الأوسع، ويمر ثلث النفط المتداول عبر البحر في المضيق.

ونقل موقع روحاني على الإنترنت عنه قوله "الهدف الرئيسي للولايات المتحدة لفرض عقوبات هو الضغط على الناس، لكنهم يزعمون أنهم يريدون الضغط فقط على الحكومة الإيرانية".

وأردف قائلا "لكن عندما يطبقون عقوبات على احتياجات الناس الأساسية، مثل الطب، فمن سيتعرض للضغوط؟" .

وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني والإعلان غير المتوقع من العاصمة الإماراتية الغنية بالنفط أبوظبي بزيادة الإنتاج في الوقت الذي بلغ فيه سعر الخام الأميركي 75 دولارا للبرميل.

وكان إسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، قد قال، أول من أمس الأحد، ردا على تقارير تشير إلى زيادة السعودية لصادراتها من النفط لتحل محل النفط الإيراني في الأسواق العالمية، إن "أي طرف يحاول انتزاع حصة إيران من سوق النفط إنما يرتكب خيانة عظمى بحق إيران وسيدفع ثمنها يوما ما".

وطلبت إيران، يوم الأحد، من الدول الأعضاء في أوبك "الامتناع عن أي إجراءات أحادية"، محذرة من تقويض وحدة المنظمة. ولم يؤد القرار الذي اتخذته المنظمة أخيرا بزيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا إلى خفض الأسعار، لكنه أدى إلى ارتفاع الأسعار في مضخات البنزين في الولايات المتحدة، بينما تتجه نحو انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.


وقفزت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، وفقا لوكالة "رويترز"، حيث ارتفع خام القياس العالمي برنت 41 سنتا أو 0.5% عن آخر إغلاق ليصل إلى 77.71 دولارا للبرميل بحلول الساعة 02.17 بتوقيت غرينتش.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 57 سنتا أو 0.8% مسجلا 74.51 دولارا للبرميل.

الإمارات تزيد الإنتاج

وفي الإمارات، أصدرت شركة بترول أبوظبي الوطنية التي تديرها الدولة بيانا مفاجئا، اليوم الثلاثاء، قائلة إن لديها طاقة إنتاجية تبلغ 3.3 ملايين برميل يوميا.

وأضافت أنها "لا تزال على المسار الصحيح لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى 3.5 ملايين برميل يوميا بحلول نهاية 2018". كما قالت الشركة إن "لديها القدرة على زيادة إنتاج النفط بمئات الآلاف من البراميل من النفط يوميا، إذا كان ذلك مطلوبا للمساعدة في التخفيف من أي نقص محتمل في الإمدادات في السوق".

وكانت شركة النفط الإماراتية قد أعلنت، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنها تعتزم توسيع طاقتها إلى 3.5 ملايين برميل نفط في اليوم. وكانت قد أنتجت حوالي 2.8 مليون برميل من النفط يوميا في شهر مايو/أيار، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن منظمة أوبك.

موقف أوبك

من جانبه، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، اليوم الثلاثاء، إن أوبك ستسعى للتقيد بمستويات الامتثال الإجمالية للمنظمة خلال الفترة المتبقية من عام 2018، وإن بلاده على استعداد للمساهمة في تخفيف أي نقص محتمل لإمدادات النفط.

وقال المزروعي، الذي يتولى رئاسة أوبك هذا العام، في بيان، إن المنظمة ستعمل جاهدة اعتبارا من أول يوليو/ تموز الجاري على الالتزام بمستويات الامتثال الإجمالية للفترة المتبقية من "إعلان التعاون".

وأضاف أن اللجنة المشتركة بين منتحي أوبك والمستقلين ستراقب الالتزام الكلي.

وذكر أن المشاركين في الاتفاق من أوبك وخارجها لن يتوانوا في التزامهم بالمساهمة في استقرار السوق لصالح المستهلكين والمنتجين والاقتصاد العالمي.

كانت "أوبك" قد اتفقت مع روسيا ومنتجين آخرين في 23 يونيو/ حزيران على رفع الإنتاج ابتداء من يوليو/ تموز الجاري، وتعهدت السعودية بزياد "محسوبة" دون أن تحدد أرقاما.

تنسيق سعودي روسي

وفي إطار التنسيق السعودي الروسي، قال بيان صادر عن وزارة الطاقة السعودية، اليوم الثلاثاء، إن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بحث تطورات سوق النفط مع نظيره الروسي، واتفق الوزيران على استمرار التنسيق الوثيق بما يصب في مصلحة المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.

وتحدث الفالح مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس الاثنين، وبحثا الحاجة إلى تعديل عملية المراقبة الحالية "لتعكس الهدف المتفق عليه الذي يقضي بتعديل متوسط الالتزام الإجمالي إلى 100 بالمئة وفقا للإعلان الصادر عن الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك".

واتفقا الوزيران على "أن تكلف اللجنة الفنية المشتركة بصياغة واقتراح إجراءات مناسبة وعرضها على اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة إنتاج النفط".

(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون