إيران: تجار يحتجون للمطالبة باستقالة محافظ البنك المركزي

14 يونيو 2020
التجار خسروا أموالهم بسبب آلية البنك المركزي (فرانس برس)
+ الخط -
تجمع العشرات من التجار الإيرانيين أمام البنك المركزي الإيراني، اليوم الأحد، احتجاجاً على سياسات البنك لتنظيم سوق العملات الصعبة، مطالبين باستقالة محافظ البنك المركزي، عبد الناصر همتي.
ويقول المحتجون، بحسب مقاطع مصورة، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام إيرانية، إنهم خسروا أموالهم خلال شراء العملات الصعبة في منظومة "نيما" الموحدة، المخصصة لبيع وشراء العملات الصعبة للتجار الإيرانيين. 

وأكد التجار أنهم أودعوا أموالاً لدى المنظومة من دون الحصول على العملات الصعبة مقابلها، متهمين في لافتات رفعت أثناء التجمع الاحتجاجي البنك المركزي بـ"نهب رأس مال 400 شركة إنتاجية وتجارية" والتسبب ببطالة 40 ألف شخص. 

وبعد تراجع قيمة العملة الإيرانية إلى مستويات قياسية على خلفية العقوبات الأميركية، كان البنك المركزي الإيراني قد أسس سوق "نيما" للعملات الصعبة عام 2018، لتنظيم سوق العملات الأجنبية، لتوفيرها للتجار الإيرانيين بأسعار أقل من أسعار السوق السوداء.

ونقل موقع "غسترش نيوز" التابع للمركز الإعلامي لوزارة الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية، عن أحد التجار المحتجين، قوله إنه دفع 3 مليارات ريال لشراء العملة الصعبة، لكنه لم يحصل عليها حتى الآن.

وقال تاجر آخر إنه دفع منذ فترة طويلة 70 مليار ريال ليحصل على العملة الصعبة لاستيراد الأرز من الهند وباكستان، إلا أن سلطات سوق "نيما" لم تسلمه العملة.


يشار إلى أن العملة الإيرانية تواصل نزيفها لتسجل مستويات انخفاض قياسية جديدة خلال الفترة الأخيرة، إذ إنها تراجعت من 120 ألف ريال في فبراير/ شباط الماضي إلى 180.5 ألف ريال، خلال تعاملات اليوم الأحد. 

وبعد تصاعد الانتقادات للرئيس الإيراني حسن روحاني، بسبب الاضطرابات الحادة في سوق العملات والسياسات المالية للبلاد، إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في الثامن من مايو/أيار 2018، وما تبعه من عقوبات أميركية شاملة وهبوط مستمر للعملة الإيرانية، وارتفاع أسعار العملات الأجنبية، قرّر روحاني تغيير فريقه الاقتصادي.

وبدأ روحاني عملية التغيير العملية باختيار محافظ جديد للبنك المركزي الإيراني، باعتباره مركز قيادة السياسات النقدية للبلاد، مسلّماً المنصب للأكاديمي الاقتصادي عبد الناصر همتي في الرابع والعشرين من يوليو/ تموز 2018.

وهمتي البالغ من العمر 62 عاماً، والذي يطالب اليوم تجار إيرانيون باستقالته، جاء خلفاً لولي الله سيف، الذي تعرض هو أيضاً لانتقادات شديدة بسبب سياساته المالية، حيث فشل في تنظيم سوق العملات بما يحد من هبوط الريال إلى مستويات خطيرة.

ويواجه البنك المركزي الإيراني مشاكل هذه الأيام ترتبط بالدرجة الأولى بشح الموارد بالعملة الصعبة، بسبب العقوبات الأميركية، قبل أن تعود إلى السياسات النقدية للبنك ومحافظة، وهو ما تسبب بتأخير تسليم العملات الصعبة للتجار المحتجين. 

في السياق، وضع شح الموارد بالعملة الصعبة جهات أخرى في البلاد، منها هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، أمام واقع صعب، حيث كشف رئيس قسم البث الخارجي في الهيئة، بيمان جبلي، لوكالة "فارس" الإيرانية، الأربعاء الماضي، عن احتمال وقف بث القناتين برس تي وي الإنجليزية والعالم العربية، بالإضافة إلى قناة "آي فيلم" بنسختيها العربية والإنكليزية، في الأيام والأسابيع المقبلة بسبب عدم وجود موازنة بالعملة الصعبة لها.

وأشار جبلي إلى إغلاق إذاعة "دري" الإيرانية، التي كانت تبث لأفغانستان بعد 40 عاماً من نشاطها، عازياً السبب إلى تراكم الديون لمحطات الترحيل اللاسكلي وعدم القدرة على دفعها بسبب عدم تخصيص العملة الصعبة اللازمة من قبل السلطات. 

كذلك سبق وقف بث الإذاعة الإيرانية الموجهة لأفغانستان، إغلاق قناة "الكوثر" العربية في المنطقة العربية، والتي كانت تنشر برامج مذهبية وسياسية وثقافية، فضلاً عن قناة "سحر" الناطقة بلغة الأوردو الموجهة لشبه القارة الهندية.
المساهمون