انتصار قضائي للكندية "بومباردييه" على منافستها الأميركية "بوينغ"

27 يناير 2018
من طائرات "بومباردييه" الفائزة بالحكم القضائي الأميركي (Getty)
+ الخط -
حققت المجموعة الكندية للصناعات الجوية "بومباردييه" انتصاراً قضائياً على منافستها الأميركية "بوينغ" وإدارة الرئيس دونالد ترامب، بعدما قررت هيئة مستقلة في الولايات المتحدة تجميد رسوم جمركية ضخمة على استيراد طائرات تنتجها المجموعة.

ورأى أعضاء اللجنة الأميركية للتجارة الدولية بالإجماع أن الصناعات الأميركية للطيران، خصوصاً مجموعة "بوينغ"، لم تتأثر ببرنامج "بومباردييه".

وكانت وزارة التجارة الأميركية قد اعتبرت في ديسمبر/ كانون الأول أن الطائرات كندية الصنع ذات الحجم المتوسط "سي - سيريز" (100-150 مقعداً) تحظى بدعم من الحكومة الكندية، وتُباع بسعر أدنى من سعر الكلفة.

وفي مسعى لحماية الشركات والعمال الأميركيين الذين يعانون منافسة غير عادلة، على حد قولها، فرضت إدارة ترامب رسوماً نسبتها 212,29% للتعويض عن الدعم الحكومي الكندي، وضريبة نسبتها 79,82% لمكافحة الإغراق.

وأشادت "بومباردييه" فوراً بكسبها القضية، مؤكدة أنه "انتصار لشركات الطيران الأميركية والمسافرين الأميركيين"، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الكندية، كريستي فريلاند، أن القرار يؤكد موقف كندا بأن "طائرات الطراز سي لا تشكل تهديداً تجارياً لبوينغ"، وذكرت أن الصناعة الجوية "قطاع حيوي" لكندا، ويدعم "أكثر من 200 ألف وظيفة من الطبقة الوسطى في كل أنحاء البلاد"، وتعهدت تقديم الحكومة دعماً ثابتاً لـ"الصناعة الجوية الكندية والعمال ضد الممارسات التجارية الحمائية".

كذلك، أشادت بالقرار رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، مشيرة إلى أن مجموعة "بومباردييه" تلعب "دوراً أساسياً" في اقتصاد أيرلندا الشمالية.

من جهته، علق رئيس مجلس إدارة شركة "إيرباص"، توم أندرز، قائلاً: "سنواصل مشروعنا سي - سيريز بعزم، مع التركيز على حاجات زبائننا من الشركات الجوية، ومع إيجاد مزيد من الوظائف التي تتطلب مهارات عالية في الولايات المتحدة".

ويأتي تصريحه بعدما وقعت أخيراً "إيرباص"، المنافسة الأوروبية التاريخية لـ"بوينغ"، اتفاقاً مع "بومباردييه" لإنتاج طائرات طراز "سي - سيريز" في مصنعها داخل الولايات المتحدة.

في المقابل، أبدت "بوينغ" خيبة أملها من قرار اللجنة بذريعة أنها "لم تلحظ فيه الضرر الذي أصاب بوينغ بسبب مليارات الدولارات من الدعم الحكومي غير المشروع" لمجموعة "بومباردييه". وقالت: "سندرس القرار بعمق مع نشر مزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة".

لكن المجموعة الأميركية لم توضح ما إذا كانت ستتقدم بطعن في قرار اللجنة، مع أنه لا يزال أمامها خياران للاستئناف أمام المحكمة التجارية في نيويورك، ومن بعدها محكمة الاستئناف الفدرالية في واشنطن.

ويأتي القرار مع الاستعداد هذا الأسبوع في مونتريال لاستئناف إعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا لشمالية (نافتا)، بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة.

يُشار إلى أن لجنة التجارة الدولية هي لجنة مستقلة مكونة حالياً من عضوين جمهوريين وآخرين ديمقراطيين، ومهمتها التحقق من الضرر الذي يصيب الصناعات الأميركية جراء استيراد سلع من دول أخرى.

(فرانس برس)

المساهمون