قال أمين الناصر، رئيس شركة أرامكو النفطية السعودية، إن أرامكو باتت بعد الهجمات على معاملها النفطية في بقيق وخريص في 14 سبتمبر أيلول "أقوى من ذي قبل"، فيما تظهر البيانات الحكومية تضرر الشركة بشكل بالغ ما دفعها إلى طلب استيراد منتجات نفطية من أوروبا في إجراء غير مسبوق، وذلك لتلبية تعاقدات مسبقة مع أسواق آسيوية تخشى أرامكو أن تفقدها، لتتحول إلى ما يشبه الوسيط بعد أن كانت أكبر مصدر للنفط في العالم.
وأضاف الناصر في رسالة لموظفي الشركة، وفق رويترز، أمس السبت، بمناسبة اليوم الوطني للسعودية الذي يحل في 23 من سبتمبر/أيلول "لا شك أن المعتدين كانوا يرغبون في رؤيتنا منكسرين مزعزعين، ولكن بفضل الله كان لتلك الاعتداءات التي استهدفت ضرب الاقتصاد العالمي وزعزعة صناعة النفط السعودية من خلال تدمير بنية أرامكو السعودية أثر إيجابي لم يحسب له المعتدون حسابا".
وتسببت الهجمات التي وقعت في 14 سبتمبر/ أيلول على منشأتي بقيق وخريص، وهما من أكبر معامل معالجة النفط في المملكة، في اشتعال حرائق كبيرة وإلحاق أضرار جسيمة، مما أسفر عن خفض الإنتاج لأكبر مصدر للنفط في العالم إلى النصف بوقف 5.7 ملايين برميل يومياً بما يعادل نحو نصف الإنتاج و6% من إجمالي صادرات النفط في العالم.
وتوقع الناصر عودة الإنتاج إلى مستوياته السابقة بنهاية سبتمبر/أيلول الجاري، لكن مصادر مطلعة توقعت أن يستغرق الأمر أسابيع وربما أشهرا لعودة الإنتاج بالكامل.
وبعد ستة أيام من الهجوم الذي استهدف قلب قطاع النفط السعودي، وزاد من حدة صراع مستمر منذ عقود مع إيران، نظمت أرامكو جولة لوسائل الإعلام، يوم الجمعة الماضي، للوقوف على الأضرار وجهود الإصلاح.
وسحبت الشركة آلاف الموظفين والمتعاقدين من مشروعات أخرى للعمل على مدار الساعة لاستعادة الإنتاج. وقال مسؤولون في أرامكو للصحافيين إن الشركة تأتي بمعدات من الولايات المتحدة وأوروبا لإعادة بناء المنشآت المتضررة.
وقال الناصر في الرسالة: "لم تتخلف المملكة ممثلة في أرامكو عن الوفاء بأي التزام عليها لأي عميل من عملائها الدوليين"، مضيفا أن الشركة ستستمر في الوفاء بمهمتها بتوفير الطاقة التي تحتاجها الأسواق العالمية.
لكن رويترز، نقلت يوم الجمعة الماضي، عن مصادر قولها إن أرامكو حجزت ما لا يقل عن 120 ألف طن من النفتا للتحميل في سبتمبر/ أيلول الجاري من أوروبا، لسد فجوة في الإمدادات إلى كوريا الجنوبية.
وأظهرت بيانات من "رفينيتيف أويل ريسيرش" المتخصصة في تتبع ناقلات النفط أن أرامكو استأجرت السفينة "بريتش ريزولشن" لتحميل 80 ألف طن من النافتا من توابس في روسيا في 17 سبتمبر/ أيلول، تليها "إس.تي.آي أكسيد" لتحميل 60 ألف طن من اليوسيس في اليونان في 24 سبتمبر/ أيلول.
ووفق مذكرة لشركة "إنرجي أسبكتس" للاستشارات، التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها، فإن من المرجح أن تشتري شركة النفط الحكومية أرامكو، كميات كبيرة من البنزين والديزل، وربما زيت الوقود، بينما تخفض صادراتها من غاز البترول المسال.
وأشارت إنرجي أسبكتس، الأسبوع الماضي، إلى ان السعودية تتجه لأن تصبح مشترياً كبيراً للمنتجات النفطية المكررة، بعد الهجوم الأخير، مضيفة أن "فاقد الغاز أثر على عمليات المصافي، وربما خفض معدلات الاستهلاك بها بمقدار مليون برميل يومياً".
ويأتي لجوء السعودية إلى مصدري النفط لتلبية احتياجات عملائها لاسيما في آسيا، بينما قال وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، يوم الثلاثاء الماضي، إن السعودية استعانت بمخزوناتها للحفاظ على تدفق إمدادات النفط لعملائها داخل وخارج المملكة.