أسواق المال العالمية تتمايل مع اقتصاد "التنّين"

15 يوليو 2019
الأسهم الألمانية الحسّاسة للتجارة صعد مؤشرها 0.7% (فرانس برس)
+ الخط -

ما إن صدرت بيانات تباطؤ نموّ الاقتصاد الصيني، حتى بدأت التحليلات تصبّ من كل حدب وصوب، لدرجة أن الوكالة الواحدة حلّلت الشيء ونقيضه بالنسبة للمؤشر الواحد.

فعندما هبطت أسعار النفط صباح يوم الإثنين، ربطت "رويترز" التراجع بتسجيل الصين أبطأ نمو اقتصادي ربع سنوي لها في ما لا يقل عن 27 عاماً، معززة المخاوف بشأن الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم. 

ومع انطلاق المعاملات في مستهلّ الأسبوع، كان سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر/ أيلول منخفضاً 0.2% إلى 66.57 دولاراً، كما نزل الخام الأميركي تسليم أغسطس/ آب 0.4% إلى 59.97 دولاراً.

في الوقت نفسه، نقلت "رويترز" نفسها عن كبير استراتيجيي السوق لدى "سي.إم.سي ماركتس" في سيدني، مايكل مكارثي، قوله إن "جانب المعروض يُبقي الأسعار قوية"، في حين أن الناتج الصناعي الصيني ومبيعات التجزئة فاقا التوقعات، "بما ينبئ بأن الاقتصاد في الصين أفضل حالاً مما كنا نظن سابقاً"، حسبما ذكر مكارثي.
ولاحقاً مع ارتفاع سعر النفط عند الساعة 9:23 صباحاً، ربطت الوكالة الارتفاع بأن بيانات إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة الصينية فاقت التوقعات، مع إشارتها إلى أن الأرقام الإجمالية التي أظهرت أبطأ نموّ اقتصادي ربع سنوي في البلاد منذ عقود، كبحت مكاسب الخام.

وفي الوقت المذكور، كان سعر عقود برنت قد ازداد قليلاً بنسبة 0.6% إلى 67.12 دولاراً، في حين ارتفع الخام الأميركي 0.32% إلى 60.4 دولاراً.

الجانب الإيجابي من البيانات الصينية كان له صدى إيجابي في أوروبا، حيث ارتفعت الأسهم مقتدية بمكاسب الأسواق الآسيوية بفضل بيانات مشجعة لإنتاج المصانع ومبيعات التجزئة الصينية، ما هدّد وفق رويترز نفسها المخاوف من تباطؤ النمو العالمي، إذ سمّت البيانات بأنها "باعثة على التفاؤل" بأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يستقر، رغم إشارتها إلى أن النمو تباطأ إلى أضعف وتيرة في 27 عاماً، ما دفع المستثمرين إلى المراهنة على أن بكين ستواصل اتخاذ المزيد من إجراءات التحفيز.

وبعدما قطع موجة صعود دامت 5 أسابيع ليختم الأسبوع الماضي منخفضاً 0.8%، ارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4% صباحاً، وتفوّقت الأسهم الألمانية الحسّاسة للتجارة، وصعدت 0.7% وسط مكاسب واسعة النطاق بعدما قال مسؤول أميركي كبير إن حكومته قد توافق على منح تراخيص للشركات، كي تعاود البيع إلى شركة صناعة معدات الاتصالات الصينية "هواوي" في غضون أسبوعين، وصعدت أسهم شركة صناعة الرقائق الألمانية "إنفنيون" ومنافستيها "أيه.إس.إم" و"إس.تي مايكرو-إلكترونيكس" ما بين 0.9% و1.5%.

وفي سوق العملات، سجل الدولار الأسترالي أعلى مستوياته في 10 أيام، بعدما انتعش الناتج الصناعي الصيني الشهر الماضي من أدنى مستوياته في 17 عاماً المسجّل في الشهر السابق، علماً أن الصين هي أكبر سوق للصادرات الأسترالية، وساعدت البيانات الدولار الأسترالي ليلامس ذروته منذ 4 يوليو/ تموز الجاري.

كما تعزز اليوان الصيني مقابل الدولار ليصل إلى أعلى مستوى له منذ الأسبوع الماضي، في حين سجل الدولار النيوزيلندي ذروة أسبوعين.
في المقابل، ظل الدولار الأميركي تحت ضغط بفعل توقعات خفض الفائدة من أجل تعزيز التضخم. وأمام سلة عملات، استقر مؤشر الدولار قريباً من أدنى مستوى في 10 أيام عند 96.830.

وفي سوق المعادن، استقر سعر أونصة الذهب بعد صدور البيانات الصينية، في حين كبحت مكاسب الأسهم الشهية للمعدن، مع تعلق المستثمرين ببعض القراءات الإيجابية من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأثناء التعاملات، ارتفع السعر الفوري للأونصة 0.1% إلى 1416.29 دولاراً، ليعوض بعض الخسائر التي تكبدها قبل صدور البيانات. وارتفعت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.4% إلى 1418.1 دولاراً، بحسب رويترز.

وتوقع المحلل في "فوركس تايم"، لقمان أوتونوغا، أن ترتفع أسعار الذهب، لأن النموّ الصيني كان الأبطأ في ما يقرب من 30 عاماً.

ومع ذلك، قال: "إذا نظرت إلى الصورة الأكبر، فإنه ما زال فوق مستوى 6%... ومن ثم نرى رد الفعل المتباين هذا مع الذهب"، فيما يراقب الشركاء التجاريون للصين والأسواق المالية الوضع عن كثب، مع استمرار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ما يزيد المخاوف من ركود عالمي.
المساهمون