"قبل سنوات، لم تكن حقول الأرز هذه الواقعة بالقرب من النهر الأحمر، سوى مسرح للعمليات العسكرية بين الفييتناميين والقوات الأميركية"، يقول سائق سيارة أجرة يقل سائحا من مطار نوي باي الدولي في هانوي إلى أحد فنادق البلدة القديمة.
يضيف السائق: "لم يكن يجرؤ الكثير من المواطنين على عبور الجبال الخضراء، لم يكن هناك أي وجه للحياة هنا".
تبدلت الظروف. استطاعت فييتنام الانتصار على ويلات الحرب والنهوض لتصبح واحدة من أفضل الوجهات السياحية. سنوياً تستقطب فييتنام ملايين السياح.
إنها تتميز بمناظر طبيعية خلابة، وثقافة متنوعة، بالإضافة إلى لطف أهلها وترحيبهم بالسائح. تشتهر بشوارعها الستة والثلاثين وبالبحيرات الضخمة. وإضافة إلى الكثير من مناطق الجذب السياحي، فلتكن رحلتنا التالية إلى المدينة الساحرة، كما تلقب.
الأساطير القديمة
الأساطير القديمة تنتظركم لتأخذكم في رحلة إلى عالم خيالي. ارتبطت البحيرة الغربية بالعديد من الحكايات الفييتنامية، إذ يقال إن المناظر الطبيعية الخلابة قد تشكلت عندما غرق ملك التنين تشيوان في إحدى البحيرات المجاورة. تتنوع الأنشطة بالقرب من البحيرات.
الأساطير القديمة تنتظركم لتأخذكم في رحلة إلى عالم خيالي. ارتبطت البحيرة الغربية بالعديد من الحكايات الفييتنامية، إذ يقال إن المناظر الطبيعية الخلابة قد تشكلت عندما غرق ملك التنين تشيوان في إحدى البحيرات المجاورة. تتنوع الأنشطة بالقرب من البحيرات.
كذلك، تشتهر البحيرة بالمطاعم العائمة والزوارق التي تشجع الزائر على القيام بجولة مائية، يستطيع من خلالها التعرف إلى أوجه الطبيعة الخلابة، ورؤية ناطحات السحاب العملاقة. في الليل، لا تفوتوا فرصة الاستمتاع بالموسيقى الفييتنامية ومشاهدة العروض الفنية التقليدية.
تنوع ثقافي
تجمع هانوي الكثير من الثقافات، نظراً إلى تنوع أعراق مواطنيها. تجد هذا التنوع الفكري والديني من خلال زيارة المعابد، وحضور الاحتفالات.
البداية من معبد تشوا تران كووك، وهو أقدم معبد بوذي في هانوي، شُيد في القرن السادس، يقع على جزيرة صغيرة بالقرب من الشاطئ الجنوبي الشرقي من بحيرة هانوي الغربية، يتميز بهندسته المعمارية الفريدة من نوعها، والحدائق المحيطة به.
كما تحتوي هانوي على الكثير من الآثار، وأهمها قلعة إمبريال ثشانغ لونغ، والتي تتميز بأهميتها التاريخية والثقافية في البلاد. عام 2010، وضعتها اليونسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.
الوجه الآخر
حاول الفييتناميون المحافظة على إرثهم الثقافي من خلال الاهتمام ببناء المتاحف، وتحويل قصص حروبهم ونضالاتهم إلى جزء أساسي من تاريخهم.
لذا، فإن زيارة المتاحف تساعد في فهم تاريخ البلاد. البداية من متحف سجن "هوا لو" والذي يضم العديد من السجناء السياسيين خلال الحربين الفرنسية والأميركية.
يحتوي المتحف على الكثير من التماثيل، بالإضافة إلى أن غالبية أقسامه ما زالت على حالها منذ سنوات. كذا، يزور السائح متحف الأعراق المكون من قسمين، داخلي وخارجي، ويعرض الكثير من الأواني والأدوات القديمة.
كما يضم المتحف حديقة تحتوي على العديد من البيوت ذات الطراز الفييتنامي التقليدي. وأيضاً يقصد الزوار متحف النساء الذي يبزر دور المرأة الفييتنامية في مجالات النضال التي خاضها الشعب في جميع المراحل التاريخية.
متعة التسوق
عند زيارة هانوي، لا بد من زيارة الحي القديم. يتميز الحي القديم بهندسته المعمارية التقليدية، والبيوت القديمة، والمقاهي وغيرها.
البداية من شارع الحرير، أو هانغ جاي. لماذا؟ ببساطة، لأن الأقمشة الحريرية ذات الأسعار المنخفضة ستنال إعجابكم. في شارع هانغ جاي، تتنوع الخيارات، حيث تقدَّم للزائرين فرص متنوعة لشراء الأزياء الفييتنامية التقليدية، الهدايا التذكارية، المشغولات اليدوية، وغيرها الكثير من القطع الفنية البسيطة.
أيضاً، تحتوي البلدة القديمة على الكثير من المعارض الفنية، أهمها معرض ثانغ لونغ للفنون، ومعرض غرين بالم غاليري، إذ يعرض الفنانون أعمالهم بطرق مختلفة.
بعيداً من التسوق، فإن زيارة هذه الأماكن تأخذكم برحلة عبر الزمن. شوارع ضيقة، وأزقة متعرجة، تضم مئات المتاجر الصغيرة والمحلات وأكشاك الطعام، وهي فرصة مناسبة للتعرف إلى الفييتناميين عن قرب.
التكاليف
في الصباح الباكر، ومن على شرفة غرفتك الفندقية، ستشاهد مئات الدراجات النارية تجول في الشوارع. إن النساء، الرجال، صغارا وكبارا، الجميع يتوجهون إلى مراكز أعمالهم، تشعر بنبض الحياة والحيوية عند السكان.
في السنوات الماضية، حققت فييتنام الاكتفاء الذاتي في زراعة الأرز، وما لبثت أن بدأت خططها لبيع المنتجات الزراعية إلى الخارج. سياحياً، طورت الحكومة البنى التحتية، وباتت البلاد تستقطب ملايين السياح سنوياً، الذين يقصدون البلاد للتعرف إلى الوجه الآخر لهانوي.
الأسعار ليست مرتفعة، تتعامل البلاد بالدونغ، وهي العملة الرسمية للبلاد، يمكنكم تحويل الأموال في مراكز الصيرفة، سواء في المطار أو في الأسواق العامة.
تُعد تكاليف الرحلة بسيطة باستثناء سعر تذكرة السفر. تبدأ أسعار الغرف الفندقية من 40 دولاراً، وتصل إلى 100 دولار في المنتجعات السياحية الضخمة.
أما بالنسبة إلى تكاليف الانتقال من مكان إلى آخر، فهي تراوح ما بين 20 سنتاً و40 سنتاً، تبعاً للمكان المقصود. ويمكن شراء تذاكر يومية للانتقال عبر مترو الأنفاق أو القطارات السريعة.
ولشراء الهدايا التذكارية، لا بد من زيارة الأسواق الشعبية، وشراء المنتجات اليدوية، والقطع الفنية المزخرفة، والتي لا تتجاوز أسعارها دولارا واحدا. فهل أنتم مستعدون لهذه التجربة الآسيوية الجديدة؟