الاحتلال يُضيع موسم "السردين" على صيادي غزة

08 مايو 2015
الاحتلال يحظر الإبحار لأكثر من ستة أميال (الأناضول)
+ الخط -
يقف الصياد الغزي بسام الصادق حائراً ومهموماً بعدما أوشك موسم صيد سمك السردين على الانتهاء دون أنّ يتمكن من اصطياد الكميات المعتاد على صيدها كل عام، فالمضايقات الإسرائيلية بحق الصيادين على امتداد بحر غزة باتت تشكل عائقاً أمام صيادي القطاع المحاصر. 
ويقول الصادق إنّ منع الاحتلال الإسرائيلي للصيادين من الدخول في البحر لمسافات واسعة يعتبر العامل الأبرز لفشل هذا الموسم، كون الأسماك تتواجد بعد مسافة 9-12 ميلاً بحرياً في ظل عدم سماح البحرية الإسرائيلية للصيادين بالوصول إلا لمسافة ستة أميال فقط.
ويشير الصياد الصادق، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي في الكثير من المرات يقوم بإطلاق النار بشكل فوري وسريع ولا يسمح حتى للصيادين بالعبور لمسافة ستة أميال، ما يتسبب بتعطل المراكب وخسائر اقتصادية فادحة للصيادين.
ويلفت إلى أنّ ما يصل من كميات سمكية لمسافة ستة أميال ضئيل جداً، كون التربة رملية وليست طينية، مشيراً إلى أنّ الأسماك تبحث عن غذائها في التربة الطينية.
أما نقيب الصيادين في قطاع غزة، نزار عياش، فيؤكد لـ "العربي الجديد"، أنّ أحد أسباب فشل موسم السردين لهذا العام يعود لقلة مساحة الصيد المحددة بستة أميال بحرية فقط. ويقول عياش إنّ الكميات التي يصطادها الصيادون ضئيلة جدًا، وأوضاعهم مأساوية، ومساحة الصيد المسموح بها صغيرة ولم يتم تفعيل ما نصت عليه اتفاقية القاهرة بعد العدوان الأخير حول توسيع مسافة الصيد إلى 12 ميلًا بحريًا.
ويشير إلى أنّ مضايقات جيش الاحتلال وبحريته الحربية بحق الصيادين تتكرر بشكل يومي سواء بإطلاق النار، أو باعتقال الصيادين ومصادرة قواربهم ومعدّاتهم، بالإضافة إلى إغراق بعض القوارب، وتهدد مواسم الصيد المختلفة.
ويوضح عياش أنّ انتهاكات الاحتلال بحق الصيادين أدت إلى تقليص أعداد العاملين في قطاع الصيد البحري، مشيرًا إلى محاولات الاحتلال إفراغ البحر من الصيادين ومحاربتهم في لقمة عيشهم، وممارسة الضغط الاقتصادي عليهم بشكل كبير.
ويبينّ نقيب الصيادين بغزة أنّ سلطات الاحتلال منعت توريد مادة "الفايبر غلاس" اللازمة لتصنيع وتصليح مراكب الصيد، تحت ذريعة دخولها في تصنيع الصواريخ واستخدام المقاومة لها بالإضافة إلى منع إدخال المراكب والمولدات الخاصة بتشغيلها.
في السياق، يقول مساعد وكيل وزارة الزراعة للثروة السمكية في غزة، عادل عطا الله، لـ"العربي الجديد"، إن من المفترض أنّ يبدأ موسم صيد "السردين" مع بداية نيسان/ أبريل الماضي، وأنْ تشهد الفترة الحالية ذروة الموسم للصيادين بغزة.
ويشير عطا الله إلى أنّ تأخر الموسم الذي أوشك على الضياع، نتيجة لقلة مساحة الصيد المحددة بستة أميال فقط، وعدم سماح الاحتلال للصيادين بالعبور إلى مسافة 12 ميلاً التي تتواجد فيها الأسماك بكميات وفيرة.
وحول الكميات التي اعتاد الصيادون على صيدها في هذا الموسم، يوضح المسؤول الحكومي أنه من المفترض أنّ يجني قطاع غزة ما بين (1500 – 2000) طن من السردين سنويا في مثل هذا الوقت من العام.
وسمح الاحتلال للصيادين بالدخول إلى مسافة 6 أميال، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، صيف العام 2014، على أنّ تتم زيادة هذه المسافة تدريجياً لتصل 12 ميلاً، وفق ما نص عليه اتفاق التهدئة، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بما وقّع عليه، بل زاد من وتيرة اعتداءاته بشكل غير مسبوق.
وشنت قوات الاحتلال البحرية 129 اعتداء على الصيادين في عرض البحر المتوسط خلال العام الفائت 2014، ابتداءً من كانون الثاني/ يناير وحتى كانون الأول/ ديسمبر، نجم عنها استشهاد صياد واحد، وإصابة 14 آخرين بصورة مباشرة، واعتقال 47.
ووفقاً لإحصائية رسمية لنقابة الصيادين بغزة، فإن نحو 3500 صياد في قطاع غزة يعملون في هذا المجال يعيلون حوالي 40 ألف فلسطيني.
ويقول الصيادون في غزة إن عدداً كبيراً منهم بدأ الإقبال على إقامة مشروعات لـ "الاستزراع السمكي"، هرباً من مضايقات وانتهاكات إسرائيلية شبه يومية بحقهم قبالة سواحل غزة الممتدة نحو 40 كلم على البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يعتبره المدير العام للثروة السمكية في وزارة الزراعة الفلسطينية، تحديا للاحتلال الإسرائيلي ومعوقاته التي يمارسها بحق الصيادين ومنعهم من الإبحار لمسافات تتواجد فيها الأسماك.

اقرأ أيضا: الاحتلال يخرب ممتلكات الفلسطينيين
المساهمون