طغى تراجع سعر النفط في السوق الدولية على اهتمامات رواد وسائط التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث لم يكفوا عن التساؤل حول ما إذا كانت أسعار البنزين والسولار ستنخفض في السوق المحلية.
وعاد مغاربة للاهتمام بسعر البنزين والسولار في المحطات، بعدما تراجع سعر برميل النفط الخام أمس إلى 35 دولارا، أمس الاثنين، قبل أن يتحسّن قليلاً اليوم الثلاثاء، بينما لا يستبعد محللون أن ينخفض إلي 20 دولارا في الأيام المقبلة.
غير أن شركات النفط اعتادت التأكيد أن لا علاقة مباشرة بين سعر الخام والمكرر، حيث يرون أن بين المرحلتين مساراً يبدأ بالتكرير وتكاليف النقل والتأمين والضرائب الداخلية على الاستهلاك والقيمة المضافة.
ويستورد المغرب البترول الخام، منذ وقف العمل بمصفاة "سامير" في آب/ أغسطس 2015، التي كانت تؤمن جزءا مهما من حاجيات السوق، ما يجعله اليوم مرتهنا للعرض والطلب في سوق روتردام الهولندية المركزية.
وينتظر أن تعمد شركات توزيع الوقود إلى خفض سعر البنزين والغاز أويل في 16 مارس/آذار الجاري، بعد انخفاض ملحوظ تجلى للمستهلكين مطلع الشهر الجاري.
ويفترض انتظار التطورات في السوق الدولية، بخاصة في سوق روتردام للمنتجات المكررة، من أجل تقدير مستوى خفض الأسعار، الذي سيظهر لشركات قبل يومين أو ثلاثة أيام من تطبيق قرار الخفض.
وانخفض سعر السولار إلى ما دون 9 دراهم للتر الواحد في بداية الشهر الحالي، بينما تراجع سعر البنزين إلى حو 10.5 دراهم للتر، في وقت كان سعر الخام في حدود 53 دولارا.
ويذهب مديح وديع، رئيس جمعية المستهلكين المتحدين، إلى أن الانطباع السائد لدى المستهلكين يعكس نوعا من النيل من قدرتهم الشرائية، عندما لا تخفض الشركات الأسعار كي تتبع مباشرة تلك التي يعرفها الخام في السوق الدولية.
ويوضح في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه في الوقت الذي تذهب فيه بعض الآراء إلى أن خفض الأسعار محلياً يتطلب بعض الوقت ريثما تقتفي أثر الخام في السوق الدولية، تعمد شركات المحروقات إلى رفع الأسعار مباشرة بعد ارتفاعها في السوق الدولية.
ولطالما كانت شركات المحروقات في مرمى انتقادات جمعيات حماية المستهلك، بخاصة بعد تقرير برلماني خلص إلى أنها حققت أرباحا كبيرة بعد تحرير الأسعار، إذ قدرت بما بين 1.3 و1.7 مليار دولار، حيث وصلت بأرباح "لا أخلاقية".
وكان وزير الشؤون العامة والحكامة السابق، لحسن الداودي، قد أكد أن أرباح شركات توزيع المحروقات وصلت إلى 2.13 درهم في اللتر الواحد بعد التحرير، بعدما كانت لا تتعدى في ظل الدعم الحكومي 0.65 درهم للسولار و0.75 درهم للبنزين.
وينتظر أن تكون لانخفاض سعر البرميل آثار إيجابية على سعر البنزين والسولار، وفاتورة واردات الطاقة وعجز الميزان التجاري ورصيد النقد الأجنبي، كما سياهم في خفض تكاليف القطاعات الإنتاجية والنقل وتقليص تكاليف دعم غاز الطهو الذي يستفيد من تدخلات صندوق المقاصة.
وكان المغرب قد استفاد في العام الماضي من انخفاض فاتورة واردات الطاقة بنسبة 7.2% إلى 7.94 مليارات دولار، حيث استفادت من انخفاض واردات السولار والفيول، بفعل تراجع الكميات المستوردة وانخفاض الأسعار في السوق الدولية.