توج فريق ريال مدريد الإسباني بطلا لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما تمكن من تخطي عقبة نظيره ليفربول بنتيجة (3-1) في المباراة النهائية التي جرت اليوم السبت في الملعب الأولمبي في كييف ليحصد اللقب الثالث عشر في تاريخه.
وأثبت ريال مدريد بأنه متخصص في المسابقة الأوروبية، حينما استغل ظروف ليفربول الغريبة في اللقاء، بدءا من الخروج المبكر للنجم المصري محمد صلاح ومرورا بالأخطاء الكارثية لحارس الريدز كاريوس الذي أخطأ مرتين ليهدي الريال هدفين مجانيين ساعداه في حسم المباراة واللقب الثالث على التوالي.
وشهدت المباراة إثارة وندية وأوفت بوعودها، لكنها كانت سلبية على ليفربول الذي فشل في التتويج باللقب الغائب عن خزائنه لينجح ريال مدريد في التتويج ومواصلة الرقم القياسي بعدد الألقاب 13 ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه بقيادة المدرب زيدان الذي بات أول فريق وأول مدرب يحصد اللقب لثلاثة مرات متتالية على الإطلاق.
بداية نارية
لم يعط أي الفريقين فرصة للآخر منذ صافرة البداية، فشن ليفربول أولا هجمة لجس النبض ثم رد عليه الريال بالمثل، ولكن هذا المنوال استمر طيلة مجريات الشوط الأول، من أجل الوصول للشباك، واعتمد ريال مدريد بقيادة زين الدين زيدان على تشكيلة تكونت من الحارس نافاس ومن أمامه المدافعين كارفاخال، فاران، مارسيلو وراموس، والأخير تكفل في رقابة المصري محمد صلاح. وفي خط الوسط تواجد الثلاثي كاسيميرو، مودريتش، كروس من أجل تمويل الكرات لكل من إيسكو، بنزيمة وكريستيانو رونالدو.
أما ليفربول فقد حاول مدربه يورغن كلوب الاعتماد على قوة انطلاقات ثلاثي المقدمة ساديو ماني، ومحمد صلاح، وفيرمينو وسط إسناد لافت من قبل ثلاثي وسط الميدان هندرسون، ميلنر، فينالدوم الذين اهتموا بالطلعات الهجومية في حين تكفل المدافعون أرنولد، فان دايك، لوفرين، روبرتسون، في تغطية مرمى الحارس كاريوس من أي أخطار.
وإزاء تلك المقدمة، حاول الريال وليفربول الوصول للشباك، لكن من دون تهديد حقيقي يذكر إلا حينما اخترق رونالدو من الميمنة وأطلق صاروخا قويا، لكنه واصل طريقه فوق المرمى بسنتمرات قليلة كأول فرصة خطيرة في المباراة ومرت الوقت ليرد ليفربول بكرة قوية سددها أرنولد، لكن نافاس كان بالمرصاد حينما تصدى لها بحضور لافت.
صدمة صلاح!
وتعرض ليفربول لصدمة قوية للغاية، لم تكن في حسابات المدرب كلوب، حينما سقط صلاح بعد احتكاك من راموس الذي أمسك به أثناء سقوطه فتلقى العلاج ثم عاد للملعب، قبل أن يستلسم للإصابة من جديد في الدقيقة 28 حيث اضطر وسط الدموع من الخروج من المباراة ليدخل آدم لالانا بدلا منه.
ولم يكن حال ريال مدريد أفضل في الشوط الأول، فهو أيضا تعرض لضربة بإصابة المدافع داني كارفاخال في الدقيقة 35 ليحل ناتشو بدلا منه، وبدا أن المجريات في طريقها للتغيير تكتيكيا، خاصة أن الفريقان أصبحا يتعاملان بحذر مع المباراة قبل أن يسجل بنزيمة هدفا أبيض من كرة عرضية لإيسكو سددها رونالدو لكن حارس ليفربول تصدى لها فأعادها بنزيمة للشباك لكن تم إلغاء الهدف بداعي التسلل. وبدا ريال مدريد الأفضل قبل نهاية الشوط الأول، من خلال الفرص التي حاول فيها الريال التسجيل دون جدوى لينتهي الشوط الأول سلبي النتيجة.
هدف كوميدي..والريدز يرد!
وعلى النقيض من الشوط الأول، دخل ريال مدريد بقوة في الحصة الثانية، وشن الهجوم صوب مرمى ليفربول، بل كاد إيسكو من أن يعلن افتتاح النتيجة حينما استغل الكرة المرتدة في منطقة الجزاء فسددها بقوة لكنها ارتطمت بالعارضة، لكن بعد دقائق قليلة ارتكب الحارس كاريوس خطأ كارثيا كوميديا حينما حاول تمرير الكرة لزملائه، لكن قدم كريم بنزيمة كانت في المرصاد ليحول الكرة إلى الشباك الفارغة هدفا غير عادي لصالح ريال مدريد في الدقيقة 51.
بعد الهدف لم يعد ليفربول يخشى شيئا، فازداد ثقة في القيام بعمليات هجومية وكان له ما أراد حينما تمكن ساديو ماني من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 55 مستغلا الكرة من زميله لوفرين ليودعها في شباك الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس هدفا أعاد الآمال للفريق الإنكليزي.
ارتفع إيقاع المباراة، وردّ ريال مدريد بعد هدف التعادل بفرصة خطرة للنجم إيسكو الذي سدد كرة قصيرة أبعدها الحارس كاريوس ببراعة، لكنه فشل في حماية شباكه من هدف عالمي وقع عليه البديل غاريث بيل الذي دخل بديلا لإيسكو.
وسجل غاريث بيل هدفا من بين أجمل الأهداف في المسابقة حينما ارتقى لعرضية مارسيلو بشكل رائع ليسجل هدفا مقصيا هو الثاني لريال مدريد في الدقيقة 64 معلنا تقدم الفريق الملكي 2-1 وسط فرحة هيستيرية من أنصار الفريق.
حاول ليفربول من جديد البحث عن التعادل، وتكفل ساديو ماني بتصويبة قوية، لكنها ارتطمت في القائم ومن ثم تحولت لركنية انتهت عند الحارس نافاس، ومنع روبنسون البرتغالي كريستيانو رونالدو من تسجيل هدف محقق حينما أبعد الكرة من أمامه في الوقت المناسب.
وفي الدقائق العشرة الأخيرة واصل الريدز البحث عن التعديل، لكن الحارس كاريوس عاد مجددا ليهدر جهد زملائه، حينما أخطأ في التصدي لتصويبة غاريث بيل البعيدة لتفلت منه بشكل غريب، ثم تتابع الطريق صوب الشباك ليسجل الريال هدفا ثالثا قضى على آمال ليفربول وحسم به اللقاء 3-1 في النهاية.