تحذيرات جزائرية من إذكاء "فتنة" أم درمان مع مصر

22 يوليو 2019
دعوات لعدم تأويل تصرف محرز (Getty)
+ الخط -
تجددت التحذيرات في الجزائر من محاولات أطراف مصرية بث روح الكراهية والفتنة بين الجزائر ومصر، في أعقاب رفع محامي مصري دعوات قضائية ضد لاعب المنتخب الجزائري رياض محرز والمعلق الجزائري في شبكة "بي إن سبورتس" حفيظ دراجي، واستدعاء أجواء فتنة نوفمبر/تشرين الثاني 2009 المتعلقة بالمباراة المؤهلة لكأس العالم 2010، التي جرت في أم درمان السودانية.

وحذّر المحامي وعضو اتحاد المحامين الجزائريين سليمان برناوي من إثارة النعرات وأكد في مراسلة وجهها الى الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، يطالبه فيها بتوجيه إنذار الى المحامي المصري سمير صبري بعد رفع الأخير دعوى قضائية ضد قائد المنتخب الجزائري رياض محرز لمنعه من دخول مصر مدى الحياة، بسبب ما اعتبره المحامي المصري إهانة لرئيس الحكومة المصرية خلال مراسم تسليم كأس أمم إفريقيا لعام 2019، وضد دراجي بسبب زيارته الى عائلة اللاعب محمد أبو تريكة.

والتمس المحامي برناوي "من الأمين العام لاتحاد المحامين العرب إنذار المحامي المصري سمير صبري ليحترم السلوك المهني"، مشيراً إلى أن "التصرفات غير المسؤولة لسمير صبري تسيء لهذه المهنة النبيلة وتحط منها أكثر مما ترفعها، وتصرفاته المستفزة ضد الأفراد والشعوب من شأنها إثارة الفتن والنعرات بينهم"، ووصف ما أقدم عليه المحامي المصري "مجرد محاولة للفت الانتباه والحصول على الشهرة أكثر منها تطبيقًا للقانون".

وكان المحامي المصري المثير للجدل سمير صبري قد رفع دعوى قضائية ضد اللاعب الجزائري رياض محرز، وطالب بمنعه من دخول أراضي جمهورية مصر، إذ كان محرز قد اكتفى بمصافحة رئيسي فيفا والكاف ورئيس الدولة الجزائرية بالنيابة عبد القادر بن صالح، وعاد إلى تسلّم الكأس، ولم يصافح رئيس الحكومة المصرية بشكل غير متعمد، كما رفع دعوى ثانية ضد الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي وطالب باستصدار أمر بالقبض عليه، بعد زيارته عائلة أبو تريكة.


ودعا أكاديميون في الجزائر إلى الهدوء وعدم الرد على الاستفزازات المصرية، وتجنّب استدعاء مناخات التوتر التي شهدتها العلاقات بين البلدين في نوفمبر/تشرين الثاني 2009، بعد الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري ومباراة أم درمان في نفس الشهر في الجزائر.

وعلّق أستاذ العلوم السياسية زهير بوعمامة على الخطوة المثيرة للمحامي المصري، وكتب على صفحته على فيسبوك محذراً مما وصفهم "بأمراء الفتن ينفخون في كلّ شيء لأجل إشعال الحرائق بين الشعوب وزرع الفرقة بينها"، مشيراً إلى أن "اللاعب رياض محرز لا يعرف وجوه وزراء بلده فكيف له أن يعرف وزراء بلد آخر، متيقناً أن محرز كان يتحرك على المنصة بعفوية ولم تكن خطواته مدفوعة بأي من الحماقات التي يتوهمها مرضى النفوس والعقول، سوى أنه كان متلهفاً لاستلام كأس البطولة".

ودعا بوعمامة إلى "عدم الالتفات كثيراً للنافخين في جمر الأحقاد، بل نشكر أشقاءنا في مصر على حسن تنظيم هذا الكان التاريخي بالنسبة لنا، ونشكر كلّ مصري شقيق وقف مع منتخبنا وشجعه أو قال فيه كلمة طيبة، أرجو أن لا يقع إعلاميونا خاصة وأبناء بلدنا عامة في فخ استدراجهم إلى معارك عبثية يحاول بعض الأفاكين جرّنا إليها".
دلالات