قدم العديد من نجوم الكرة العربية في شمال أفريقيا مستويات مميزة في البطولات الأوروبية حتى الآن، مثل النجم المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي والمنتخب المصري وأفضل لاعب عربي في السنوات الثلاث الأخيرة والذي يدنو من تتويج جديد عبر لقب البريميرليغ في موسم يسعى فيه العرب لكتابة التاريخ.
ورغم خروجه مع ليفربول بشكل مفاجئ من دوري أبطال أوروبا على يد أتلتيكو مدريد الإسباني، أصبحت نجومية صلاح الكبيرة وشعبيته الجارفة بين الجماهير العربية التي وصلت إلى حد منحه لقب فخر العرب، شعاراً لظاهرة إيجابية هي تألق النجوم العرب بشكل لافت ما بين أهداف تم تسجيلها وألقاب تم إحرازها وانتقالات كبرى تمت مبكرا.
ويعتبر الجزائري رياض محرز أهم الأسماء العربية إلى جانب صلاح، إذ إن نجم مانشستر سيتي الإنكليزي والفائز بالكرة الذهبية كأفضل لاعبي أفريقيا 2016 والمنافس في 2019 ضرب بقوة في بدايات العام الجاري من خلال قيادة المان سيتي إلى التتويج بأولى بطولات الموسم، وهي كأس الرابطة المحترفة، والتألق الكبير في أكثر من مباراة برفقة "السيتزين"، أبرزها في لقاء ريال مدريد الإسباني في ذهاب دور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا.
وزادت الأمر إثارة، التقاريرُ الصحافية التي بدأت تنتشر عن إمكانية انتقال محرز إلى ريال مدريد، ومنافسته صلاح على الصفقة الكبرى التي يسعى لها النادي الملكي للتعاقد مع جناح أيمن يكون تعويضاً عن لاعبه الويلزي غاريث بيل المقرر رحيله في نهاية الموسم الجاري بعد تراجع مستواه، ووصل سعر محرز في بورصة انتقالات اللاعبين إلى 100 مليون يورو بزيادة 34 مليون يورو عن سعره الذي انتقل به من ليستر سيتي إلى "السيتزين".
ويملك محرز في جعبته ورقة أخرى يبحث من خلالها عن المنافسة بقوة على لقب الكرة الذهبية في عام 2020 وهي قيادة الجزائر لحصد تأشيرة التأهل لكأس الأمم الأفريقية في رحلة الدفاع عن اللقب والتألق في الجولات الأربع المتبقية من عمر التصفيات المقبلة، خاصة وأنه يعد من العناصر الأساسية التي برزت بشدة برفقة جمال بلماضي المدير الفني.
وقدمت الكرة الجزائرية نجماً آخر، هو إسماعيل بن ناصر محور ارتكاز ميلان الإيطالي، والذي ينافس حالياً بقوة على مقعد ضمن تشكيلة أفضل 11 لاعباً في الموسم الجاري في الكالتشيو ويعد النجم الأول في ميلان، وبن ناصر لا يزال صغير السن - 22 عاما - ويبحث عن كتابة التاريخ في السنوات المقبلة ويضع الكرة الذهبية الأفريقية ضمن مقدمة أحلامه داخل الملاعب، وهو مطلوب للرحيل لأكثر من نادٍ إنكليزي كبير في الفترة المقبلة.
ومن النجوم الذين فرضوا أنفسهم بقوة على الساحة في بدايات عام 2020، النجم المغربي الكبير حكيم زياش صانع ألعاب أياكس أمستردام الهولندي، والذي تصاعدت طموحاته داخل الكرة العربية والأفريقية بشكل عام في الفترة الأخيرة بعدما تخلى عن قراره السابق بالبقاء مع أياكس، وقرر الرحيل في نهاية الموسم الجاري إلى أحد أكبر الأندية الأوروبية، وهو تشلسي الإنكليزي الذي أعلن عن ضمه رسمياً اعتباراً من الموسم المقبل في صفقة مالية ضخمة وصلت إلى 42 مليون يورو شاملة المتغيرات يحصل عليها أياكس ليصبح زياش لاعبا في البريميرليغ.
ويملك زياش عدة معطيات لكتابة عام تاريخي في 2020؛ الأول يتمثل في تألقه الحالي برفقة أياكس والاقتراب من حصد لقب بطل الدوري الهولندي للموسم الثاني على التوالي، والثاني هو مهمته الدولية برفقة المنتخب المغربي الساعي لحصد تأشيرة التأهل لكأس الأمم الأفريقية المقبلة في الكاميرون المقرر لها في يناير/ كانون الثاني 2021، والثالث هو كتابة التاريخ برفقة تشلسي في الموسم المقبل خاصة بعد دخول عالم البريميرليغ الذي قدم كل الحائزين على الكرة الذهبية في السنوات الأربع الأخيرة.
ومن المغرب، هناك نجم عربي ثان يعد من أبرز لاعبي الكرة الواعدين، وهو أشرف حكيمي ظهير بروسيا دورتموند الألماني والحائز على لقب أفضل لاعب صاعد في القارة الأفريقية لعام 2019.
ويعد حكيمي أفضل ظهير في الدوري الألماني حالياً، ولمع بشدة برفقة دورتموند في الموسم الجاري ووصل سعره إلى 45 مليون يورو، ويسعى نادي ريال مدريد مالكه الأصلي لاستعادته في الموسم المقبل وعودته من جديد إلى الفريق المدريدي بناء على طلب زين الدين زيدان المدير الفني، في الوقت الذي يضغط دورتموند عبر ورقة اللاعب المغربي نفسه للبقاء وتحويل الإعارة الحالية إلى بيع نهائي. ويعد حكيمي من أبرز المطلوبين أيضا في البريميرليغ حيث عرضت أندية أرسنال وتوتنهام ومانشستر يونايتد شراءه من ريال مدريد الإسباني، في حال الموافقة من جانب الأخير على فتح باب الرحيل أمام النجم الواعد.
وكتب عام 2020 انطلاقة قوية للغاية لنجم مغربي ثالث في سماء الكرة الأوروبية، وبدأ يجذب الأنظار بشدة وهو يوسف النصيري (22 عاما) رأس الحربة المنضم إلى إشبيلية الإسباني وهو أحد أكبر الأندية في الليغا.
واستحوذ النصيري على نصيب الأسد من الاهتمامات في عالم الليغا على صعيد النجوم العرب في الفترة الأخيرة، بعدما لمع بشدة برفقة إشبيلية، وهو مرشح للوصول إلى الهدف رقم 15 في الموسم الجاري إذا ما واصل التألق، خاصة بعد تطور مستواه في إشبيلية بشكل واضح، ويعول النصيري كثيرا في ايجاد مكان له ضمن قائمة أفضل نجوم الكرة العربية بخلاف تألقه مع إشبيلية على ورقة أخرى وتتمثل في قيادة المغرب لحصد تأشيرة التأهل لأمم أفريقيا.
ولمعت في تونس موهبة أخرى تمثلت في سيف الدين الخاوي صانع ألعاب مارسيليا الفرنسي والذي سجل العديد من الأهداف الحاسمة مع فريقه في الموسم الجاري، وساهم في وضعه ضمن فرق المربع الذهبي بحثا عن حلم إنهاء الموسم وبجعبته بطاقة التأهل للعب في دوري أبطال أوروبا.