ذكريات تاريخية لكأس القارات (3) البرازيل تُهيمن على الكأس الذهبية

16 يونيو 2017
البرازيل حاملة لقب كأس القارات 2013 (Getty)
+ الخط -
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق بطولة كأس القارات لكرة القدم التي تستضيفها روسيا، وهي البطولة التي تعتبر "مونديالا مصغرا" لأبطال القارات الخمس في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية وأوقيانوسيا، وفيها يشارك الأبطال في "عرس كروي عالمي" قبل انطلاق الحدث الأهم كأس العالم 2018.

وشهدت كأس القارات العديد من التغيرات والأحداث وصولا لشكلها الحالي تحت راية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" حيث باتت تقام بين أبطال القارات الخمس وهم بطل كأس أمم أوروبا، وبطل أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" وبطل كأس أمم آسيا وبطل أمم أفريقيا وبطل الكونكاكاف "الكأس الذهبية" وبطل أوقيانوسيا، بالإضافة إلى الفائز بآخر نسخة من بطولة كأس العالم والمستضيف لبطولة كأس العالم المقبلة، ليصل عدد المنتخبات المشاركة إلى ثمانية منتخبات تتنافس على لقب بطل القارات. ونستعرض في حلقاتنا المتسلسلة هذه أبرز الذكريات التاريخية لمسابقة كأس القارات والتي تقام مثلها مثل المونديال العالمي كل أربع سنوات مرة واحدة.


2005..ملحمة كلاسيكو الأرجنتين والبرازيل
أًصبحت بطولة كأس القارات منذ عام 2005 رسميا تقام كل 4 سنوات مرة واحدة وفي البلد المستضيف للمونديال، وكانت نسخة 2005 مونديالية كثيرا لوجود منتخبات قوية في المسابقة، وسطعت "شمس" السامبا البرازيلية بعد تتويجه باللقب الثاني في تاريخه خاصة بعد أن شهد اليوم الختامي كلاسيكو لاتيني بخمسة أهداف.

كلاسيكو بين الغريمين البرازيل والأرجنتين في النهائي كان أبرز العناوين فبعدما تغلبت البرازيل على ألمانيا 3-2 والأرجنتين على المكسيك بركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل 1-1، انتقل الصراع في النهائي.

توجت البرازيل باللقب بانتصار تاريخي عريض على الأرجنتين 4-1 في مباراة مثيرة لعشاق السامبا وكانت البطولة شهدت تألق ثلاثي البرازيل رونالدينو وكاكا وأدريانو والأخير توج بلقب هداف البطولة بخمسة أهداف وتألق أيضا كابتن ألمانيا مايكل بالاك، والأرجنتيني خوان ريكيلمي.

2009..ذكريات مصرية
بالتخصص أصبح المنتخب البرازيلي أكثر منتخب يتوج بلقب كأس القارات بعد فوزه في نسخة 2009 و2013 على التوالي (4 ألقاب) ففاز على الولايات المتحدة 3-2 في 2009 بجنوب أفريقيا في نسخة خطف فيها المنتخب المصري كل الأضواء وتلقى فيها منتخب إسبانيا هزيمة تاريخية على يد الولايات المتحدة الأميركية.

تشكل بطولة جنوب أفريقيا ذكريات رائعة بالنسبة للمنتخب المصري الذي أبهر الجميع في تلك النسخة، لكنه لم يتكمن من مواصلة مشواره فيها لعدم تأهله، لكنه كان بطل الدور الأول بلا منازع نظير الأداء المذهل الذي قدمه رفاق الساحر محمد أبو تريكه حيث كان الفراعنة على قدر التحدي حينما أتعبوا حامل اللقب والمرشح الأبرز البرازيل الذي فاز في النهاية 4-3، في تلك المباراة التي أثبت فيها المصريون أنهم لا ييأسون، فبعد تقدم البرازيل مبكرا بهدف كاكا عادله محمد زيدان بعد دقائق، ثم عاد السامبا للتقدم 3-1 بفضل هدفي فابيانو ودوس سانتوس، ليقلص محمد شوقي الفارق، ثم عاجله زيدان بهدف التعادل الذي صعق البرازيل والتي احتاجت لجهد مضاعف للفوز حتى آخر دقيقة بهدف كاكا من نقطة الجزاء.

كان المنتخب المصري حديث الجميع في تلك المباراة، بل واصل كتابة التاريخ حينما أسقط أبطال العالم إيطاليا بهدف محمد حمص، وهو أول منتخب أفريقي وعربي يهزم إيطاليا رسميا، بل وأخرجها من البطولة مبكرا فيما بعد ورغم تلك الجهود خسرت مصر بثلاثية أمام أميركا فتأهلت الأخيرة بجانب البرازيل بفارق الأهداف بعد أن تساوت 3 منتخبات بالنقاط.

هيمنة برازيلية
تعد بطولة كأس القارات 2013 بطولة النجم "نيمار دا سيلفا" الذي قاد السامبا كي تبدع على أرضها وبين جماهيرها بفضل أهدافه وتمريراته لزملائه، فنال الكرة الذهبية في البطولة وشق نجوميته بتسجيله أربعة أهداف.

كما أن تلك البطولة شاهدة على نتائج فلكية في ظل مشاركة تاهيتي المنتخب المغمور لأول مرة بتاريخه، ففازت نيجيريا على المغمور بسداسية لهدف وحيد وهو الهدف التاريخي الذي احتفل فيه منتخب تاهيتي طويلا وسجلت إسبانيا أكبر فوز عليه في تاريخ البطولة 10-0، وفازت الأوروغواي أيضا 8-0.

وضرب الرباعي المونديالي موعدا مثيرا في الدور قبل النهائي إذ لعبت ايطاليا وإسبانيا من جديد وجها لوجه بعد نهائي اليورو 2012 ولعبت البرازيل ضد أوروغواي، لتبلغ إسبانيا والبرازيل النهائي الكبير بعد فوز الأولى بركلات الترجيح وتأهل صاحبة الأرض بالفوز 2-1.

في المباراة النهائية سجلت البرازيل انتصارا قياسيا بحق المنتخب الإسباني بعد فوزها بثلاثية نظيفة وهي الهزيمة الأكبر التي تلقاها الماتادور بعد سنين طويلة لتبتسم البرازيل بلقب رابع في سجلها وثالث على التوالي، مؤكدة أنها البطلة المطلقة حتى الآن للمسابقة القارية كرقم قياسي جديد لتساهم في التخفيف قليلا من الاحتجاجات العارمة في البلاد للأوضاع الاقتصادية هناك.


(العربي الجديد)

المساهمون