"قاتل المسلمين" في أفريقيا الوسطى يثير غضب جماهير منتخب الجزائر

10 نوفمبر 2017
جماهير الجزائر غاضبة بسبب تواجد نغايسونا (Getty)
+ الخط -
تلقت جماهير المنتخب الجزائري لكرة القدم صدمة قوية بمجرد انتشار خبر تورط رئيس اتحاد أفريقيا الوسطى لكرة القدم باتريس إدوارد نغايسونا، في المجازر المرتكبة في حق طائفة "البالاكا" التي تمثل الأقلية المسلمة بهذا البلد الأفريقي الفقير الذي أنهكته الحروب.

ويتواجد وفد منتخب أفريقيا الوسطى بالجزائر، ويقيم معسكرا إعداديا في ولاية سطيف شرقي العاصمة الجزائرية، تحسبا للمباراة الودية التي ستجمع "المحاربين" ومنتخب "الوحوش" يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني بملعب الخامس من يوليو بالعاصمة الجزائرية.

ويرأس اتحاد أفريقيا الوسطى لكرة القدم باتريس إدوارد نغايسونا، والذي يعد المنسق الميداني لمنظمة عسكرية ارتكبت حرب إبادة في حق طائفة "البالاكا" منذ قرابة السبع سنوات.

ومعروف عن الجزائر، سلطة وشعبا، مواقفها المساندة للشعوب والبلدان المضطهدة على غرار فلسطين، وكذلك الأقلية المسلمة في بورما من طائفة "الروهينغا"، فضلا عن موقفها الذي شجب بقوة ما يتعرض له المسلمون في أفريقيا الوسطى.

لكن خيار الاتحاد الجزائري لكرة القدم بمواجهة منتخب أفريقيا الوسطى الذي يقوده "السفاح" باتريس إدوارد نغايسونا فجّر حالة من الغضب لدى الجماهير، وتساؤلات كثيرة حول المعايير التي اعتمدها الاتحاد الجزائري للعبة لبرمجة هذا اللقاء الودي، وارتكاب خطأ فادح مثل هذا، ما يتنافى بشدة مع مواقف الشعب الجزائري تجاه مثل هذه القضايا.

وبحسب المصادر فإن الاتحاد الجزائري لكرة القدم بقيادة خير الدين زطشي لم ينتبه للأمر، خاصة وأن قرار برمجة مباراة أفريقيا الوسطى جاء في وقت متأخر جدا، حيث كان الاتحاد ملزما بمراسلة الاتحاد الدولي لكرة القدم لوضع هذه المباراة ضمن أجندته الدولية، بعد أن عجز الاتحاد الجزائري عن إيجاد منافس ودي من بين المنتخبات التي فاوضها في الفترة الأخيرة على غرار أوغندا، الكونغو الديمقراطية وإيران وغينيا الاستوائية وسورية.

وكان رئيس اتحاد أفريقيا الوسطى لكرة القدم قد تم وضعه تحت الرقابة القضائية في إبريل من العام 2014، وتم فتح تحقيق في تورطه في عملية التطهير العرقي بالبلاد في حق الأقلية المسلمة، كما تم إبعاده من رئاسة اتحاد الكرة في شهر يونيو/حزيران من نفس العام، قبل أن يعود مجددا لهذا المنصب.

وكان الاتحاد الجزائري لكرة القدم قد وقع في خطأ فادح أيضا، عندما قام في شهر سبتمبر/أيلول الماضي بدعوة المدرب الفرنسي فرانسوا بلاكار لزيارة الجزائر، قصد تقديم استشارة فنية لمديرية المنتخبات الوطنية الجزائرية، وتوقيع عقد عمل لمساعدة الكرة الجزائرية على التطور، قبل أن ينتشر في وسائل الإعلام الجزائرية خبر تورط المدرب الفرنسي في فضيحة عنصرية، قبل 7 سنوات بفرنسا، عندما اقترح في اجتماع رسمي مع المدير الفني السابق للمنتخب الفرنسي لوران بلان وضع نظام "الحصص"، يقضي بتقليص عدد اللاعبين الفرنسيين من أصول أفريقية ومغاربية في صفوف مختلف الفئات السنية للمنتخب الفرنسي. وتسببت هذه الفضيحة في تراجع الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن توقيع العقد مع الفرنسي بلاكار.



المساهمون