الدوري الأقوى... زعامة إنجليزية ووصافة إيطالية مستحقة

في السنوات الأخيرة تفوق الدوري الإنجليزي على أبرز الدوريات الأوروبية، وأصبح من الأقوى والأفضل في العالم، لماذا؟ باختصار لأن في "البريمييرليغ" ليس هناك كبير ولا صغير، وليس هناك بطل ووصيف، فصاحب المركز الـ 20 يمكنه هزم المتصدر، وليس بشق الأنفس، بل من خلال تقديم مباراة أشبه بنهائي.

الدوري الإنجليزي في هذا الموسم ما زال يحمل هذه الصفة، وما زال متصدراً، لكن هناك في بلاد "البيتزا" كرة القدم التي تعرضت لانهيار في السنوات الأخيرة، في موسم 2015 – 2016 هي الكرة الأفضل والأقوى، لأنه بكل بساطة هناك حوالى ستة أندية تُنافس على اللقب وإن كان بنسب متساوية.

هذه الميزة كافية لمنح الدوري الإيطالي لقب الدوري الأقوى في العالم حالياً، لكن يبقى للدوري الإنجليزي ميزة خاصة أن الكبار يتعثرون أمام الصغار، والصغار هم كبار على أرضهم ومن الصعب هزمهم، بينما في إيطاليا المنافسة مشتعلة لكن الكبير عادة يلتهم الصغير، والفرق أنه توجد ستة أندية كبيرة قادرة عملياً وفنياً على المنافسة جدياً على اللقب.

في إنجلترا برز ليستير سيتي واحدا من المرشحين للحصول على لقب "البريمييرليغ"، من أين ظهر؟ كيف حصل ذلك؟ ليس للأمر أي أهمية أبداً، ليستير سيتي متصدر الدوري الإنجليزي، ليس بالصدفة بل عن جدارة واستحقاق برصيد 38 نقطة. خلفه أرسنال بفارق نقطتين، وهو الآخر ينافس بشكل جدي على لقب الدوري، أما مانشستر سيتي فهو يبعدُ بفارق ست نقاط عن المتصدر وثلاث نقاط عن الوصيف، وفي الدوري الإنجليزي لكي تتفوق باللقب ليس كافياً أن تكون بعيداً حتى بفارق 12 نقطة، لأن مرحلة الإياب تُعرف عادةً بمرحلة قطع الرؤوس الكبيرة وتألق الصغار، خصوصاً تلك التي تنافس على البقاء في "البريمييرليغ".



في وقت يأتي من بعيد مانشستر يونايتد وتوتنهام وليفربول الذي أصبح خارج السرب في الجولة الـ 17، لماذا؟  بكل بساطة، لأن ليفربول العريق خسر أمام واتفورد المتواضع الذي أصبح في المركز السابع برصيد 28 نقطة، ويبتعد عن مركز مؤهل إلى دوري الأبطال نقطة وحيدة، هذه هي ميزة الدوري الإنجليزي، "الكبير يلتهم الصغير، لكن الصغير قادر في نفس الوقت على الإطاحة بالكبير"، معادلة سهلة تكشف مدى قوة هذا الدوري.

في الجانب الآخر، الدوري الإيطالي يُزاحم الإنجليزي لخطف ميزة أقوى دوري في العالم، لماذا؟ لأن الفارق بين صاحب المركز الخامس والأول أربع نقاط، وكروياً هذا الفارق لا يعني شيئا سوى أن المنافسة أكثر من مشتعلة. إنتر ميلان يتصدر برصيد 36 نقطة خلفه فيورنتينا برصيد 35 ومثله نابولي، الأمر الذي يعني أنه في أي تعثر مستقبلي لأنتر هناك فرصة لصعود نابولي أو فيورنتينا إلى الصدارة.

والأمر المثير أكثر أنه في حال تعثر المتصدر الجديد (نابولي أو فيورنتينا)، سيصعد يوفنتوس الذي يملك 33 نقطة، وهو قريب إلى الصدارة، لأنه يبتعد بمقدار ثلاث نقاط فقط عن المركز الأول، أما روما صاحب المركز الخامس فسينتظر تعثر أي فريق من الأربعة الأوائل لخطف بطاقة مؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا بسهولة لأنه يبتعد نقطة عن الرابع وثلاث نقط عن الثالث والثاني، وأربع نقط عن الأول. ولن ننسى ميلان صاحب المركز السادس الذي يبتعد ثماني نقاط عن المتصدر وهو رقم ليس كبيراً جداً، ومن الممكن أن يتقدم ميلان في مرحلة الإياب.



إنه دوري مجنون وفيه منافسة من أعلى طراز، عملياً خمسة أندية تنافس على اللقب وواحد يحتاج إلى دفعة واحدة ليدخل الصراع الكبير، دوري مثالي يقدم منافسة نارية ولا يمكن ألا يكون الدوري الأفضل في مرحلة الذهاب للبطولات الأوروبية لموسم 2015 – 2016.

الثلاثية الإسبانية وملل فرنسي وألماني
في الدوري الإسباني هناك ثلاثة أندية في السنوات الأخيرة تتنافس على لقب الدوري هي برشلونة في وجه قطبي مدريد، أتلتيكو و"الملكي"، حالياً برشلونة في الصدارة بعدد مباريات أقل، وقادر على الانفراد بالصدارة عبر الابتعاد عن "الأتلتي" بفارق ثلاث نقاط وعن ريال مدريد بفارق خمس نقاط.



هناك من بعيد يأتي سيلتا فيغو الذي يقدم موسماً مثالياً ويتواجد في المركز الرابع برصيد 31 نقطة وبعيدا عن برشلونة بفارق سبع نقاط، لكن في الدوري الإسباني أصبح معروفاً أن المنافسة تحتدم بين الثلاثي برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، ومن يأتي خلفهم ينافس على مقاعد أوروبية لأنه لا يملك النفس الطويل للوصول إلى القمة ومعانقة اللقب الغالي، لذلك يمكن اعتبار الدوري الإسباني ثالث أقوى الدوريات الأوروبية في هذا الموسم.

وبالنسبة للدوري الألماني فهو حتماً في المركز الرابع على صعيد المنافسة، لأن بايرن ميونيخ يُهيمن كالعادة، وهو الآن بعيد عن دورتموند بفارق ثماني نقاط، في وقت يبتعد صاحب المركز الثالث عن الأول 14 نقطة وهذا فارق خيالي، والأمل معقود على دورتموند الوصيف الذي يملك 38 نقطة، وهو الوحيد القادر على منافسة "البافاري" في الأراضي الألمانية.



ربما بايرن يقتل الدوري ويقتل المنافسة، لكنه صاحب القوة العظمى في الدوري الألماني والوحيد القادر على الفوز باللقب في المواسم الأخيرة، في وقت يحاول دورتموند استعادة نغمة التتوج باللقب، ولو كان على حساب "البافاري" مع نهاية الموسم الكروي الحالي.



لكن الدوري الفرنسي يكون موسمه منتهيا تقريبا، إذ يبتعد باريس سان جرمان عن الوصيف بفارق 19 نقطة، وهذا فارق شاسع، ليترك باريس سان جرمان ستة أندية تتنافس على ثلاثة مقاعد أوروبية، وفعلاً المنافسة في فرنسا شبه معدومة، لأن البطل يمكن تتويجه بطلاً من الآن لموسم 2015 - 2016 نظراً لفارق الإمكانات الفنية.

اقرأ أيضاً: ثورة المدربين.. تغييرات في الخارطة فمن يجد البوصلة؟