المتصيدون الروس بدأوا باستهداف المجتمع الأميركي في 2014

21 فبراير 2018
معظم الحسابات الروسية دعمت ترامب (ياب آرينز/نورفوتو)
+ الخط -
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن المتصيدين الروس على شبكة الإنترنت بدأوا نشاطهم قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، عام 2016، لاختبار قدرتهم على التأثير في الرأي العام الأميركي.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن المستخدمين الروس بدأوا بنشر تغريدات زائفة، في 2014 و2015، عن موضوعات متنوعة مثل قصص زائفة عن مياه ملوثة واعتداءات إرهابية وانفجار مصنع كيماوي، لاختبار مدى قابلية المواطنين الأميركيين لتصديق هذه الأخبار الزائفة.

وأوضح المتخصص في حرب المعلوماتية الروسية في مركز "شاثام هاوس" في لندن، كير جايلس، أن الروس ركزوا، قبل انتخابات عام 2016، على "القدرات التخزينية"، أي اختبار ردة الفعل في حال إطلاق هذا النوع من الهجمات عبر موقع "تويتر".


ولفتت الصحيفة إلى أن مائة مستخدم على "تويتر"، شاركوا في نشر هذا النوع من الأخبار الزائفة حينها، ضمن إجمالي 2700 حساب حظرتها شركة "تويتر"، العام الماضي، لارتباطها بـ "وكالة أبحاث الإنترنت" Internet Research Agency، وهي مجموعة مقرها سانت بطرسبرغ، وترى وزارة العدل الأميركية أنها مسؤولة عن انتشار الدعاية الروسية على شبكة الإنترنت.

وكانت "تويتر" قد أفادت، الشهر الماضي، أنها عطلت أكثر من ألف حساب إضافي، بينما تعاني هي وشركات تكنولوجيا أخرى من استغلال منصاتها.

وبعد تحليل 221641 تغريدة، وجدت "وول ستريت جورنال" أن هذه الحسابات، المحظورة حالياً، حاولت إثارة الفزع والفوضى والغضب إزاء أحداث وهمية. ونجحت في ذلك على الشبكة الافتراضية، كما امتد تأثيرها إلى العالم الواقعي.



وتضمن تحليل الصحيفة الأميركية 2170 حسابا تابعا للروس، بعضها عمل منفرداً، ناشراً الأخبار الزائفة، أو مشاركاً في نقاشات سياسية أو اجتماعية، ومعيداً نشر تغريدات مستخدمين آخرين. وفي أحيان أخرى، ركزت مئات الحسابات على نشر وإعادة نشر رسالة واحدة على الموقع.

كما أن العديد من الحسابات التي شاركت في هذه الحملات الإلكترونية المبكرة، تدخلت لاحقاً في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ودعم معظمها المرشح الجمهوري حينها، دونالد ترامب، أو المرشح الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية، بيرني ساندرز، وقللت من شأن المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، منذ منتصف عام 2015.

وفي السياق نفسه، أعلن مسؤولون في الاستخبارات الأميركية، الأسبوع الماضي، عن توقعات بتدخل الروس مجدداً في انتخابات نصف المدة. كما اتهمت الولايات المتحدة أكثر من 12 مواطناً ومنظمة روسية، الأسبوع الماضي، بالتدخل في الانتخابات الأميركية على نطاق واسع، في حملة تضليل تعود إلى منتصف عام 2014. لكن روسيا نفت تدخلها في انتخابات عام 2016.


ورغم أن تحليلات "وول ستريت جورنال" وجدت عدداً محدوداً من هذه التغريدات قبل 2014، إلا أنها أوضحت أن تحطم طائرة ذلك العام عكس أولى بوادر هذا النشاط. إذ في 17 يوليو/تموز عام 2014 أسقط صاروخ مضاد للطائرات طائرة خطوط الطيران الماليزية، وقضى 298 راكباً مصرعهم، شرق أوكرانيا على مقربة من الحدود مع روسيا.

ووجهت إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أصابع الاتهام حينها إلى متمردين موالين لروسيا، بينما حمل الكرملين المسؤولية للحكومة الأوكرانية.

بعد هذه الحادثة، غردت الحسابات المرتبطة بروسيا بداية عن المأساة، لكن بعد ساعات بدأت بإثارة الأسئلة حول هوية المسؤول. وبحلول صباح اليوم التالي، دشنت وسماً يحمل الحكومة الأوكرانية المسؤولية: КиевСбилБоинг (كييف أسقطت الطائرة). وبعد ذلك بفترة قصيرة، صبت الحسابات نفسها تركيزها على السياسة الأميركية.

(العربي الجديد)