جنوب العراق ينتفض: "#ثورة_الجياع" لمطاردة الفاسدين

14 يوليو 2018
تظاهر العراقيون ضد الفقر والبطالة والفساد (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
كسبت التظاهرات الواسعة التي تجتاح، منذ أيام، أجزاء واسعة من جنوب العراق تأييداً واسعاً بين العراقيين من شمال أو غرب ووسط العراق على مواقع التواصل الاجتماعي من مثقفين وكتاب وإعلاميين وناشطين ومواطنين، معتبرين إيّاها نسخة جديدة لـ"ثورة العشرين"، إبان الاحتلال الإنكليزي، مطلع القرن الماضي.

الكاتب السياسي هلال العبيدي كتب على "فيسبوك" أن "ثورة الجياع ستطارد كل لص وفاسد ومزور لتسقط شرعيتهم المزعومة بانتخابات مزورة".


واعتبر العبيدي أن "من بشائر الانتفاضة ضد الفاسدين إيقاف حركة الملاحة في مطار النجف الدولي ودخول مبنى محافظة النجف وحرق مبنيي حزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي في ميسان وحرق جميع السيارات التابعة لهم"، وأضاف أن "رمي مبنى حركة عصائب أهل الحق بالحجارة والهتافات وتوجه المتظاهرين إلى مقر تيار الحكمة لحرقه... حيا الله المنتفضين الأحرار".


ودعا الناشط المدني حبيب غضيب العتابي المتظاهرين إلى اقتحام المنطقة الخضراء موضحاً أن "الغبراء تمثل الرقعة الجغرافية لمنبع الفساد بل والعمود الفقري لحكومة الأحزاب الفاسدة، لافتاً إلى أن "قصم ظهر الأحزاب ومرتزقتهم وإيقاف السرقة والفساد يكون من هنا من المنطقة الغبراء إن كنتم لا تعلمون"، في إشارة إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد التي تضم المقرات السيادية للحكومة العراقية.


وذهب حقوقيون إلى أبعد من ذلك موضحين أن مطالب المتظاهرين لا تقتصر على الخدمات العامة كالماء والكهرباء، كما يقول المحامي علي سلمان البيضاني إن" أهل البصرة يقولون إن مطالبنا ليست تحسين الكهرباء بل تغيير النظام إلى رئاسي وإلغاء مجالس المحافظات ومجلس النواب... ليعلم الجميع".


وكتب الخبير الأمني سلام الجميلي "طوبى لكم أيها الأحرار بكم ترفع الرؤوس ولكم تنحني اجعلوا من تموز ناراً تحرق الفاسدين وليكن أول مطلب لكم رحيل كل من حمل الجنسية الأجنبية فوراً".


وتساءل الكاتب الصحافي عمر الجنابي عن مصير ما يجري من تظاهرات وتحركات شعبية في الجنوب مستوضحاً "هل سيتدخل ويسحب المتظاهرين تكتيكياً أم ستثمر هذه المرة التظاهرات عن ثورة حقيقية ضد الأحزاب الفاسدة التي تدير العراق من سيئ إلى أسوأ منذ خمسة عشر عاماً"؟


ولاحظ مراقبون أن التظاهرات العارمة التي تجتاح مدن جنوب العراق وحدت العراقيين في رؤيتهم نحو أهمية إحداث تغيير نحو الأفضل وإنهاء المحاصصة الطائفية والفساد المستشري في البلاد.

المحلل السياسي داوود المجمعي أوضح أن "هناك تأييداً واضحاً وواسعاً لهذه التظاهرات من كل أطياف الشعب العراقي ولو تفحصنا مواقع التواصل الاجتماعي فسنجد هذا التأييد الهائل ما يدل على وصول العراقيين إلى حد لا يطاق من الصبر والأذى والويلات"، معتبراً أن "التظاهرات إذا استمرت على ذات الوتيرة ستصل إلى بغداد وقد تهدد المنطقة الخضراء".

وتكفل محامون بالدفاع عن المتظاهرين الذين اعتقلتهم القوات الحكومية خلال مداهمات مستمرة قبل أيام، واستهدفت ناشطين وقادة تظاهرات.

المحامية منى اللامي أعلنت على صفحتها الرسمية موجهة نداءها للمتظاهرين "أتكفل بأن أتوكل عن الموقوفين بسبب المظاهرات مجانا من دون أي مقابل".


وأطلق ناشطون وكتّاب وسوماً وصفوا فيها التظاهرات المندلعة في جنوب العراق منها وسم "#ثورة_الجياع".

وانطلقت تظاهرات حاشدة في مدينة البصرة، أقصى جنوب البلاد، قبل أيام، بسبب تردي الخدمات العامة امتدت إلى محافظات ميسان والنجف وكربلاء والناصرية وبابل وبغداد، وأسفرت عن إحراق مقرات لأحزاب سياسية ومليشيات مسلحة واقتحام مجالس المحافظات.

وكان المتظاهرون الغاضبون، ليلة أمس، قد اقتحموا مطار النجف الدولي وسيطروا عليه بالكامل، واقتحموا مقرات حزب "الدعوة والفضيلة" و"المجلس الأعلى" ومقرات منظمة "بدر" وحركة "العصائب"، وأحرقوها بالكامل.

وكان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، قد وصل، ظهر أمس، إلى مدينة البصرة في محاولة لاحتواء الأزمة، واجتمع بعدد من الشيوخ والوجهاء، ليحاصره المتظاهرون الغاضبون بعد دقائق من وصوله في "فندق شيراتون"، ما دفعه إلى الهرب من الباب الخلفي خشية اقتحامه من قبل المتظاهرين الغاضبين.

المساهمون