مصريون يردون على بيان دار الإفتاء: مفتي الدم

21 فبراير 2019
تعاطف المصريون مع المحكومين بالإعدام (تويتر)
+ الخط -





صعّدت مؤسسات النظام المصري من هجومها إزاء جماعة الإخوان، في أعقاب حالة التعاطف التي انتابت المصريين جراء تنفيذ حكم إعدام تسعة شبان من دون محاكمة عادلة، من المتهمين في القضية المعروفة إعلامياً بـ"اغتيال النائب العام"، إذ أفتت دار الإفتاء المصرية للمرة الأولى بوجوب قتال أنصار الجماعة، بذريعة أنهم "خوارج" و"مفسدون"، في إطار الحرب الرسمية المستعرة ضد معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقالت الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية عبر موقع "تويتر"، اليوم الخميس: "جماعة الإخوان الإرهابية استعملوا التقية، واستحلوا الكذب. ولن تهزم جماعةٌ ضالةٌ غارقةٌ في الأوهام وطناً عريقاً كمصر، وطنٌ يحتضنُ التاريخَ بين ذراعيه، وتتكسر سيوف الباطل على أعتابه، وينتمي إليه التاريخ قبل أن يُسطر في صفحاته. وجماعة الإخوان الضالة ساعة، ووطننا مصر الحق إلى قيام الساعة".
وأضافت دار الإفتاء: "ثمانون عاماً أو يزيد لم تقدم (الإخوان) لأمتكم إلا الإرهاب والقتل وتزييف الحقائق. ومهما بلغتم من إجرام وإرهاب فلن يثنينا إرهابكم وبغيكم عن مقاومة شركم وجهاد عدوانكم، ومهما مارستم من دجل وكذب فلن نتوقف عن فضح كذبكم، وتفنيد ضلالكم. النبي (ص) أمرنا بتتبع جماعات التطرف، وأجمع العلماء على وجوب قتالهم".

فتوى دار الإفتاء الرامية لاقتتال جماعة الإخوان، وتكفير أنصارها، جاءت مناقضة تماماً لموقف مشيخة الأزهر، المؤسسة الدينية الأبرز في البلاد، التي رفض شيخها د. أحمد الطيب، مراراً وتكراراً، تكفير أنصار الإخوان أو تنظيم الدولة "داعش"، أو غيرها من التيارات الإسلامية سواء الوسطية أو التكفيرية، مؤكداً أنه "لا يمكن تكفير مسلم مهما بلغت ذنوبه".

وقال بيان رسمي سابق للأزهر، إنه "لا يمكن الحكم على مؤمن بالكفر مهما بلغت سيئاته، بل من المقرر في أصول العقيدة الإسلامية أنه لا يخرج العبد من الإيمان، إلا بجحد ما أدخله فيه، وهو الشهادة بالوحدانية، ونبوة النبي محمد (ص)"، مبيناً أن ارتكاب الذنوب مهما بلغت لا تخرج العبد من الإسلام، فضلاً عن أن الحكم بتكفير المختلفين يوقع في فتنة التكفير، ويبعد عن منهج الأزهر الوسطي المعتدل.

إلى ذلك، هاجم العديد من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، موقف دار الإفتاء المصرية، إذ قالت هناء عاطف: "كنت أظن أن صفحتكم الهدف منها تقديم الفتوى الشرعية بما يرضي الله. لكن هذه الصفحة تنشر الفتنة بين المسلمين، لذلك واجب على أي مسلم حق الانسحاب من متابعتها"، في حين قال محمد البطاش: "أنتم إلى مزيد من القاع والانحدار، وكما قال الشهيد أنتم خصماؤنا يوم القيامة أمام الله".

وقال باسم الحسيني: "إخص عليكم، ده كله عشان مرتب يزيد، ولا علاوة، ولا منصب. ودار الإفتاء يعني الملاذ الأخير للناس لمعرفة الحق من الباطل، والحلال من الحرام"، بينما قالت رانيا عبد الشهيد: "أنتم لا تمثلونا، أنتم أداة في أيدي سلطه غاشمة. دار الإفتاء لا تمثلني، وفكرتوني بالممثل عبد العظيم عبد الحق في فيلم الزوجة الثانية (أدى دور رجل الدين المنافق)".

وقال محمد علي: "أنا لست إخوانياً، ولكن أقول لك أنت مفتي الدم، وغداً عند الله تجتمع الخصوم. فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء"، فيما تساءل محمد عبد الواحد: "ده منشور لدار الإفتاء ولا بيان من وزارة الداخلية؟ عشان نفهم بس"، وقالت سمر طلعت: "عليكم من الله ما تستحقون. لستم شيوخاً، ولستم أهلاً للفتوى".











المساهمون