أميركي يصطاد الحسابات الوهمية الروسية على الإنترنت

14 اغسطس 2018
يتعاون راسل مع شبكة متنامية من الشرطة السرية(يوتيوب)
+ الخط -


لا ينكر جوش راسل هوسه الشديد بأن يكون الأفضل في ما يتعلق بهواياته، وقد يفسر هذا التفاني الشديد الذي أظهره في أحدث هواية يمارسها، وهي اصطياد أصحاب الحسابات الوهمية الروسية التي تنشر الأخبار الكاذبة على الإنترنت.

ويعمل راسل البالغ من العمر 39 عامًا، محلل بيانات ومبرمج أنظمة في جامعة إنديانا أثناء النهار، إلا أنه يمضي ساعات طويلة أثناء الليل وبعد أن يخلد أطفاله للنوم في البحث في وسائل التواصل الاجتماعي عن الحسابات الروسية التي تقود حملات التضليل الإعلامي.

ويتعاون راسل مع شبكة متنامية من الشرطة السرية التي تجمع المعلومات العامة على الإنترنت للكشف عن أصحاب الحسابات الروسية الذين يتقمصون هويات أميركيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساعد الصحافيين بشكل رئيسي على تمييز التضليل الإعلامي وفضحه، وفقًا لموقع "سي إن إن".

وأوضح راسل أن هدفه الرئيسي مساعدة الناس على فهم حقيقة ما يحدث بتوثيق عمل البرمجيات الروسية التي تنشر المعلومات الكاذبة. وبدأ اهتمامه بهذا الأمر في الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016، عندما لم يستطع العثور على أي دليل يدعم الشائعات التي تنشرها الحسابات الوهمية ضد هيلاري كلينتون على "تويتر".



وأكد راسل أنه أدرك في ذلك الوقت أهمية الإنترنت وكيف تؤثر الأخبار على تصورات الناس عن العالم المحيط بهم، وعلى قراراتهم حول المرشح الذي سيصوتون له، وقال: "كنت أصدق الأخبار المضللة لمدة 3 أو 4 سنوات من دون أن أعرف، كان أحدهم يكذب علي طيلة هذا الوقت".

وتعمق اهتمام راسل بكشف الحسابات الوهمية عندما أصدرت المخابرات الأميركية في يناير/ كانون الثاني من عام 2017 تقريرًا يشير إلى تدخل الروس في الحملة الانتخابية الأميركية من خلال نشر أخبار ومعلومات مضللة وتنشيط حسابات وهمية تقود حملة اجتماعية على مواقع التواصل لدب الخلاف بين الأميركيين.

وكشفت السلطات في وقت لاحق أن منظمة وكالة أبحاث الإنترنت (IRA) المدعومة من الكرملين لعبت دورًا رئيسيًا في حملة التضليل الإعلامي الروسية، إذ كانت تنشئ شبكة من الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي وتجعلها تبدو وكأنها لمواطنين أميركيين حقيقيين.

وساعد راسل وكالة CNN في تقريرها حول صفحة Blacktivist على "فيسبوك" والتي تديرها أيضًا وكالة أبحاث الإنترنت الروسية، وكشف عشرات الحسابات الوهمية التي أغفلها موقع "تويتر" عندما قدم للكونغرس قائمة الحسابات التي يديرها الجيش الجمهوري الإيرلندي في تشرين الثاني/ نوفمبر.

ويتواصل راسل مع الكثير من الصحافيين مرسلًا إليهم ما ينجح باكتشافه من معلومات جديدة حول الحسابات الوهمية، ويكون السباق غالبًا في نشر معلومات جديدة موسعة حول حملات التضليل الإعلامي، ما جعله يتلقى عددًا كبيرًا من رسائل التهديد التي أكد أنه غير قلق حيالها.