"الإدارة الذاتية" في سورية توقف صحافيين عن العمل

02 ابريل 2020
منع "التهويل" بكورونا (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
قال مكتب الإعلام في "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سورية، إنه اتخذ قراراً بإيقاف عمل اثنين من الصحافيين الذين يمارسون عملهم الإعلامي في مناطق الإدارة، وذلك عبر تعميمٍ داخلي أصدره المكتب، يوم أمس الأربعاء.
وجاء في التعميم أن مكتب الإعلام في "الإدارة الذاتية" التي تعمل تحت سلطة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، أوقف عمل الصحافي بدرخان علي الذي يعمل بشكل حر (فريلانسر)، طوال مدة حظر التجول، كما أوقف عمل مراسلة قناة "الغد" التلفزيونية ناز السيد مدة 3 أشهر.

وكانت "الإدارة الذاتية" قد أصدرت قراراً بحظر التجول في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرقي سورية لمدة 15 يوماً، تنتهي في السادس من الشهر الحالي، ضمن الإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا، على أن تمدد هذه المدة في حال تطلب الأمر ذلك.

وعزا المكتب قرار إيقاف الصحافيين عن ممارسة أي نشاط إعلامي في شمال وشرق سورية، "لارتكابهما مجموعةً من المخالفات المسيئة للإعلام"، بحسب ما جاء في التعميم. وأسند قرار إيقاف الصحافيين عن العمل إلى ما اعتبرها "القوانين الناظمة للعمل الإعلامي في مناطق شمال وشرق سورية"، كالنظام الداخلي لمكتب الإعلام، ومواثيق الشرف الصحافي وميثاق التفاهم للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية.

لكن التعميم لم يشر إلى الأسباب المباشرة وراء إيقاف الصحافيين ناز وبدرخان، تاركاً الباب أمام التكهنات حول خلفية هذا القرار. وأفادت معلومات "العربي الجديد"، بأنّ سبب العقوبة بحق المصور علي، تعود إلى قيامه بتصوير امرأة أصابها الوهن والإعياء والسعال بشدة على أنها مصابة بفيروس كورونا، فيما تُحاجج "الإدارة الذاتية" بأن المرأة أصابها الإجهاد بسبب الحمل، دون أن تكون مصابة بالفيروس.

ولم يعرف السبب الحقيقي وراء إيقاف مراسلة تلفزيون "الغد" ناز السيد عن العمل. لكنّ من المعروف عن السيد دعمها من قبل النظام السوري، بالإضافة إلى تنسيقها مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بهدف تأمين تحركها بين أماكن ومراكز السلطتين في شمال شرق سورية.

وكان مكتب الإعلام في "الإدارة الذاتية"، قد أصدر، في وقت سابق، تنويهاً خصّ به ما وصفهم بـ "الإعلاميين الذين تم استثناؤهم من فرض حظر التجول في المنطقة بغرض تغطية وتوثيق الوقائع وتوعية المواطنين"، مخاطباً إياهم: "ننوه إلى أن مهمة الإعلام الرئيسية هي كشف الحقائق والابتعاد عن تشويه هذه الحقائق أو نشر ما هو غير مؤكد، علماً أن وظيفة أي جهة إعلامية هي التحقق من الأخبار قبل نشرها، ولذلك فإننا سنضطر لمحاسبة أي إعلامي أو أي جهة إعلامية تقوم بنشر الأكاذيب حول عدد الحالات المصابة بكورونا خاصة، أو تشويه وتزوير الحقائق على الأرض".

وتابع: "خاصة مع قيام بعض الإعلاميين بتصوير حالات مرضية عادية والترويج على أنها إصابات بكورونا، لأن مثل هذه الأخبار من شأنها نشر الرعب بين المواطنين وكذلك إرباك المؤسسات الصحية القائمة على مراقبة الأوضاع الصحية عامة، في ظل إجراءات مشددة لمنع هذا المرض من الانتشار في شمال وشرق سورية، وعليه يجب التقيد بالإحصائيات الصادرة عن المؤسسات الصحية الرسمية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية أو المؤسسات الصحية الرسمية في باقي الإدارات الذاتية والمدنية".

وتتوالى المعلومات عن وجود إصابات بالفيروس في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" و"قسد" أو النظام شمال شرقي سورية، دون التأكد من صحة المعلومات، حيث تقول المصادر إنّ "قسد" تتعامل مع الموضوع بحساسية مفرطة.
دلالات
المساهمون