قبل "قنا"... اتهامات لروسيا باختراقات وقرصنة

10 يونيو 2017
(سيرغي كونكوف/Getty)
+ الخط -
نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركيّة،  أنّ محقّقين في مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، وجدوا أنّ روسيا هي من تقف وراء اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، في الثالث والعشرين من أيار/مايو الماضي، ونشرت تصريحات مفبركة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.


وبحسب الشبكة الإخباريّة، فإنّ المحققين الأميركيين يعتبرون أنّ هدف روسيا من هذه القرصنة كان إثارة الانقسام بين الولايات المتحدة وحلفائها.

​ونفى الكرملين وجود أي دليل على ضلوع قراصنة روس في اختراق قنا.

لكن هذه ليست المرة الأولى التي يتمّ اتهام روسيا فيها بالوقوف وراء قرصنة كبيرة.

أنظمة الانتخابات الأميركية
أظهرت وثيقة سريّة للغاية تابعة لوكالة الأمن القومي الأميركي أنّ قراصنة معلوماتية في الاستخبارات العسكرية الروسية، حاولوا مراراً، اختراق الأنظمة الانتخابية الأميركية قبل الانتخابات الرئاسية في 2016.

وبحسب الوثيقة المؤرخة بتاريخ 5 أيار/مايو والتي اطّلع عليها ونشرها موقع "ذي انترسبت"، فإنّ عمليّات القرصنة الروسية هدفت، على مدى أشهر عديدة، إلى اختراق شركات خاصة تقدم خدمات تسجيل الناخبين ومعدات للمجتمعات المحلية، وقد استمرت تقريباً حتى يوم الانتخابات، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.

وتزامن نشر هذه الوثيقة مع إعلان وزارة العدل الأميركية توقيف ريالتي لاي وينر، الموظفة لدى شركة مقاولات من الباطن تعمل مع الحكومة في مسائل تتعلق بالأمن القومي، وذلك بتهمة تسريبها معلومة سرية للغاية إلى "وسيلة إعلامية إلكترونية".



تسريبات ماكرون
أعلنت حملة المرشح (الفائز) في انتخابات الرئاسة الفرنسية، إيمانويل ماكرون، عن تعرضها لـ"هجوم إلكتروني ضخم" أدّى إلى تسرّب مئات الوثائق الداخلية على شبكة الإنترنت، قبل ساعات من انتهاء حملة الانتخابات رسمياً، أوائل أيار/مايو الماضي.

ونُشرت وثائق بحجم 9 غيغابايت على الإنترنت، من قبل مستخدم مجهول.

وغرد موقع "ويكيليكس"، رابط الوثائق المسربة، مشيراً إلى أنها "تحتوي على عشرات آلاف رسائل البريد الإلكتروني والصور والمرفقات حتى تاريخ 24 إبريل/ نيسان عام 2017".

وعلى الرغم من أن حملة ماكرون لم توجّه اتهاماً مباشراً إلى أي طرف بالمسؤولية عن التسريب، فالأنظار كلها اتجهت إلى روسيا المتهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية لصالح ترامب، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ولم تكُن تلك المرة الوحيدة التي سادت فيها شبهات حول عمليّة الاختراق. فقد تعرّضت حملة ماكرون لمدة أربعة أشهر، لمحاولات اختراق وقرصنة من قبل مجموعات مرتبطة بروسيا، وهو ما كشفه تقرير لشركة تدعى "ترند مايكرو" أواخر إبريل/ نيسان الماضي، ليؤكّد الشكوك حول محاولات الكرملين التدخل في الانتخابات الرئاسيّة.

وقالت "ترند مايكرو" إنّ مجموعة القراصنة المسؤولة عن محاولات التجسس الإلكتروني تدعى "باون ستورم" (Pawn Storm)، التي اتهمتها أجهزة التنصت الأميركية بكونها ذراعاً للاستخبارات الروسية. لكنّ المجموعة عُرفت بأسماء أخرى كـ"فانسي بير" (Fancy Bear) أو إي بي تي 28 (APT 28) أو "صوفاسي غروب" (Sofacy Group)، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.





ووجدت شركة الأمن الإلكتروني أدلة على أنّ "فانسي بير" أعدّت على الأقل 4 عناوين مواقع قريبة جداً للاسم الرسمي لحملة ماكرون En Marche، وموقعه الرسمي. ويُعتقد أنّ القراصنة أعدوا تلك العناوين بهدف الاصطياد الاحتيالي، في أسلوب مماثل لخداعهم جون بوديستا وكولين بويل كي يضعا كلمتي السرّ الخاصتين بهما، وبالتالي فتح بريديهما للقراصنة، ثم العالم، بحسب ما ذكر موقع "ماثر بورد".

حملة كلينتون
تعرّضت هيلاري كلينتون لأكثر من عمليّة قرصنة، بينها ما كشف استخدام كلينتون بريدها الإلكتروني لأغراض شخصية عندما كانت على رأس وزارة الخارجية، ما أدى لملاحقتها أمام مكتب التحقيقات الاتحادي، والرأي العام.

وانعكست القضية على حملة كلينتون الانتخابية على مسافة أشهر من بدء التصويت للرئاسة الأميركية في نوفمبر/ تشرين الثاني. ففي الثامن والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر أعلن مدير "أف بي آي"، جيمس كومي، أمام الكونغرس أن محققيه عثروا على رسائل جديدة تبرر إعادة فتح التحقيقات التي كانت أغلقت في تموز/ يوليو حول رسائل إلكترونية لكلينتون، ما أدى إلى إعادة تحريك هذه القضية.

وقام كومي الذي أقاله ترامب في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر، أي قبل يومين من موعد الانتخابات، بإغلاق الملف مجدداً، معتبراً أنه لم يجد شيئاً يدين كلينتون. وقالت كلينتون رداً على سؤال صحافي خلال مشاركتها في فعالية للدفاع عن حقوق المرأة الأسبوع الماضي: "كنت على طريق الفوز عندما صدرت رسالة جيمس كومي، ثم ويكيليكس الروسي، لزرع الشك في قناعات الناس الذين كانوا يميلون لتأييدي، إلا أنهم في النهاية أذعنوا للخوف".

الانتخابات البريطانية
أكدت صحيفة "ذي إندبندنت" على لسان وزير سابق من حزب العمال أشار إلى وجود "أدلة قاطعة" على تدخل روسي مباشر بالانتخابات بالمملكة المتحدة.

ونقلت الصحيفة أن الوزير كريس بريانت أخبر البرلمان أن بعضا من القرارات العليا التي تهم الأمن ببريطانيا قد "تعرضت للاختراق الروسي". وجاءت تصريحات بريانت، الذي شغل في السابق منصب وزير العلاقات مع أوروبا، بعدما اتضح أن الأحزاب السياسية البريطانية لجأت إلى الحصول على مساعدة وكالات الأمن بعد هجمة إلكترونية تزامنت مع الانتخابات العامة البريطانية في عام 2015.

وقال بريانت "هناك الآن أدلة قاطعة على التدخل الروسي المباشر والفاسد في الانتخابات بكل من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، وأنا متأكد أن ذلك حصل أيضا بهذه البلاد"، مضيفاً "الكثير من الأشخاص لديهم الاعتقاد بأن عددا من القرارات العليا التي تهم الأمن بالمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية تعرضت للاختراق الروسي".


من جهته، قال رئيس مركز الأمن المعلوماتي البريطاني، سيران مارتن، إن محادثات "غير رسمية" جرت مع الأحزاب وإنه يجري الإعداد لوضح برنامج لحماية معطيات الأحزاب الحساسة على الشبكة العنكبوتية، سيتم الشروع في استخدامه في القريب العاجل.


في المقابل، أشارت "ذي إندبندنت" إلى أن الأجهزة الأمنية انتبهت إلى محاولات لشن هجمات إلكترونية تزامناً مع الانتخابات البريطانية في مايو/أيار 2015، مع تسجيل ارتفاع في الأنشطة الإلكترونية غير الشرعية الروسية على امتداد المملكة المتحدة خلال تلك الفترة.​


أوكرانيا
أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، أنّ متسللين استهدفوا مؤسسات حكومية حوالى 6500 مرة من أكتوبر حتى ديسمبر الماضيين، بما في ذلك حوادث تُظهر أن أجهزة الأمن الروسية تشن حرباً إلكترونية على البلاد.

وفي ديسمبر/ كانون الأول، شهدت أوكرانيا هجمات على وزارات المالية والدفاع والخزانة التي تخصص النقود لمؤسسات الحكومة. كما عطل ما يشتبه في كونه هجوماً إلكترونياً جزءاً من شبكة الكهرباء في كييف، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن جزء من العاصمة.

وذكر بيان صدر عن مكتب بوروشينكو أن الرئيس الأوكراني قال خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي والدفاع "أعمال الإرهاب والتخريب ضد منشآت البنية التحتية الحيوية لا تزال ممكنة اليوم".وقال البيان إن الرئيس أكد أن "التحقيق في عدد من الحوادث أشار إلى تواطؤ أجهزة أمن روسية بشكل مباشر أو غير مباشر في شن حرب إلكترونية ضد بلادنا".


(العربي الجديد)

المساهمون