مغاربة يطلقون حملة "بقا فدارك تنقذ حياتك" لمواجهة خطر كورونا

16 مارس 2020
نصائح بتطبيق الإجراءات الوقائية (فرانس برس)
+ الخط -
أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب حملة تحت وسم "بقا فدارك تنقد حياتك" (الزم بيتك تنقذ حياتك)، في ظل ارتفاع مضطرد للإصابات بفيروس كورونا المستجد، ولجوء الحكومة إلى اتخاذ إجراءات احترازية أكثر صرامة بمنع التجمعات وتعليق جميع الرحلات الجوية الدولية.

وانتشر وسم "بقا فدارك تنقذ حياتك"، منذ إطلاقه أمس الأحد، بشكل لافت على مواقع التواصل الاجتماعي كإجراء وقائي يجنب المغاربة خطر انتشار فيروس كورونا، في ظل محاصرتهم بأخبار عن ارتفاع ملحوظ لحالات الإصابات إلى 29 حالة، وذلك بدعوتهم إلى ملازمة بيوتهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى، وتغيير عادات المصافحة والعناق والتقبيل، وكذا تطبيق الإجراءات الوقائية التي أوصت بها السلطات الصحية. 

وتتزامن الحملة مع قرارات السلطات المغربية منع جميع التجمعات العمومية، التي يشارك فيها 50 شخصا فما فوق، حتى إشعار آخر، ومع دخول قرار الحكومة المغربية توقيف الدراسة في مختلف المؤسسات التعليمية بجميع مستوياتها بدءاً من اليوم الاثنين، وكذا قرار وزارة الداخلية إغلاق المقاهي والمطاعم والقاعات السينمائية والمسارح، وقاعات الحفلات والأندية والقاعات الرياضية والحمامات وقاعات الألعاب وملاعب القرب في وجه العموم، وحتى إشعار آخر، انطلاقا من الساعة السادسة مساء اليوم.

وفي الوقت الذي يستعد فيه المغرب للمرحلة الثانية في حربه الاستباقية ضد "عدو لا يرى"، رأى الناشط أنس المربوح أن "الصحة ليست مسؤولية وزارة الصحة فحسب، بل مسؤولية الجميع، فاهتموا بغسل أيديكم وعدم لمس وجوهكم.. يجب أن يتحلّى الكل بضبط النفس وعدم الهلع، هي معركة جماعية.. نفوزُ جميعا أو نهلك دون ذلك.. أنت حر في حياتك وموتك، لكن ليس في حياة الأخرين.. لا مجال للأنانيّة والتهور والشجاعة في غير محلّها".

وكتب الناشط عمر أوفيك أن "القضاء على كورونا ومحاصرته كما نجحت الصين في ذلك، يعتمد على وعي الشعب، ثلاثة أسابيع إذا التزم فيها الجميع ستكون كافية لإحصاء كل الحالات والحد من انتشاره، لذلك لا تخرج إلا للضرورة القصوى، وارفض مصافحة أي أحد.. لا مقاهي، لا مطاعم، لا مراكز ترفيه لا حدائق.. الزم منزلك مع عائلتك".

ودعا نوفل فوزي مواطنيه، في تدوينة له، إلى المسارعة باتباع خطوات العزل الجزئي قبل فوات الأوان، وقال: "جيراننا الإسبان قرروا البارحة تطبيق الحجر الصحي بقوة القانون مع تدخل الجيش، ولكن للأسف بعد الكثير من التأخير والتدرج، ولذلك نهيب بكافة المواطنين المغاربة المسارعة إلى اتباع نفس الخطوات في إطار العزل الجزئي لأن إسبانيا والمغرب متقاربان جغرافيا.. لا ينبغي الانتظار".

من جهته، قال الناشط فالح ياسين: "نحتاج إلى التطوع وتنظيم حملات تحسيسية لتوعية العموم، ومن جهة أخرى، مناشدة السلطات لإغلاق الأماكن العامة غير الضرورية. لنرفع من وعينا. كلنا واحد. سلامة الكل مسؤولية الفرد".

وفي الوقت الذي عرفت فيه حملة "بقا فدارك تنقذ حياتك" إقبالا ملحوظا، بعد أن قفز عدد أعضاء المجموعة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى 218 ألف عضو في يوم واحد فقط، قال صهيب أعظم، أحد الواقفين وراء الحملة، لـ"العربي الجديد": "دافعنا لإطلاق الحملة هو المسؤولية تجاه الوطن والشعب، ففي الوقت الذي رأينا كيف أن دولا كثيرة استهانت بالأمر إلى الحد الذي جعلها تفقد سيطرتها على الفيروس، حاولنا ما أمكن أن نعمل على فكرة القيام بتوعية وتحسيس المواطنين بضرورة البقاء في المنزل مع عدم نشر الهلع والخوف، فكانت فكرة مبادرة (بقا فدارك، تنقذ حياتك) لتوعية الناس ومحاولة لمواجهة الإشاعة والعمل على أفكار على أرض الواقع". 

بينما قال أنس إكر عن الحملة التي أطلقها بمعية زميله أعظم: "هي أفكار بسيطة، وفعل بسيط سيجنبنا الكثير من الأمور ويجنب الدولة إضاعة الكثير من الوقت والجهد"، مضيفاً في تصريح لـ"العربي الجديد": "هدفنا المساعدة على عبور الأزمة، ونشر التوعية بمخاطر المرض مع القدرة على تطبيق كل الأفكار في أرض الواقع. وبحكم اشتغالنا في مجال التسويق والإشهار حاولنا أن نستغل التخصصات والتجربة المتراكمة لدينا، لكي نقوم بما يمليه علينا الواجب تجاه الوطن والشعب".

لم تتفق ملاك تامر مع فكرة البقاء في المنزل تماماً، تقول: "هذه الحملة احتراز أمني جيد ومطلوب جداً، لكن ماذا عن الناس الذين مستواهم المادي ضعيف جداً ويكسبون قوتهم يومياً كيف يبقون في منازلهم؟؟؟؟ ما الذي سوف تفعله الدولة لهؤلاء حتى يجدوا ما يأكلونه؟؟؟".

وكتبت هاجر: "بقا فدارك تنقد حياتك وحياة الناس"، أيدتها صفحة إحدى الجمعيات: "بقا فدارك ريح نفسك وغيرك". 

وذكرت صفحة "ماروك أنسوليت" بأهمية البقاء في المنزل، ضاربة المثل بتفاقم الوضع في إيطاليا: "إيطاليا وصلوا لمرحلة تخلوا فيها عن من يفوقون 80 عاماً بسبب كثرة المرضى. أسدِ معروفاً لنفسك وابقَ في بيتك، وغسل يديك وابتعد عن التجمعات".

أما نصائح صفحة "واتساب بالدارجة" فتلخصت في "ابقَ في دارك، الموضوع لا يحتمل المزاح. على الأسر الانتباه للصغار. لا فائدة من خروج الأطفال".  





المساهمون