حملة اتهامات متبادلة بين "الرقة تذبح بصمت" والقوات الكردية

09 نوفمبر 2016
(أورهان سيسيك/الأناضول)
+ الخط -
أثار إعلان معركة "غضب الفرات" لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من الرقة، من قبل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ذات الغالبية الكردية، في ظل تغييب تام لفصائل المعارضة المسلحة العرب، سجالاً واتهامات بين ناشطي حملة "الرقة تُذبح بصمت" وقيادات في "قسد". وأطلق الناشطون مسمى "الانفصاليين" على القوى الكردية التي تقول إنها تسعى لـ"تحرير الرقة"، فيما رد قياديٌ بـ"قسد"، متهماً الناشطين الذين عُرفوا بعدائهم الشديد لـ"داعش"، على أنهم موالون للتنظيم.

وشكلت الصفحات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، إحدى منصات الصراع الجلي للعيان، إذ عنونت "الرقة تذبح بصمت"، وهي إحدى أهم الشبكات الإعلامية المحلية، خبر إطلاق عمليات "غضب الفرات"، بـ"الانفصاليين يعلنون غضب الفرات". واعتبرت أن "العملية ستستمر لفترة طويلة نسبياً، نظراً للمساحات الجغرافية الكبيرة"، وكون أنّ عناصر القوات المهاجمة "ليسوا من أبناء المنطقة، والنقص الكبير بالعدد، مقارنة بالقوات المشاركة في عملية تحرير الموصل".

كما هاجمت حملة "الرقة تذبح بصمت" قوات "قسد" بالقول، إن "مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، تسيطر على شمال الرقة منذ منتصف عام 2015، مرتكبة خلال تلك الفترة العديد من الانتهاكات بحق أهالي المنطقة العرب والتركمان، من تهجير ومحاولة تغيير البنية الديمغرافية للمنطقة. ويضاف إلى ذلك ضم شمال الرقة إلى ما سمته الإدارة الذاتية الأمر الذي رفضه أهالي المنطقة، فيما يُخشى أن تمتد تلك الممارسات مستقبلاً لتشمل الرقة".


في المقابل، سرعان ما رد المتحدث باسم "مجلس منبج العسكري" شرفان درويش، عبر صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلاً، إن "الرقة تذبح بصمت يعنون افتتاحية حملة قسد بالانفصاليين، وكأن فصل الرؤوس عن أجساد زملائهم كانت نزهة مفترضة من قبل داعش".

وإشارة درويش بعبارة "فصل الرؤوس عن أجساد زملائهم"، عنى بها، قتل "داعش" بالسابق، لعدد من كوادر حملة "الرقة تذبح بصمت" التي دأبت منذ سيطر "داعش" في الرقة، على نشر انتهاكاته وجرائمه بحق السكان هناك.

وأضاف شرفان أن "حملة الرقة تذبح بصمت اختارت مكانتها الحقيقية، وهي الوقوف مع داعش، على الرغم من أنه قطع رؤوس رفاقهم في أورفا، لكنهم يفضلون خيار داعش"، وهو ما اعتبره ناشطون سوريون بمثابة "اتهامات فارغة" من قبل قيادات في "قسد"، لكل من يُصرح ضدهم في الإعلام.

ويقول مصدر معارض من دمشق، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الشعب السوري يواجه اليوم أزمة ثقة تضاف إلى صراعهم مع النظام، لافتاً إلى أن "جميع الأنظمة السياسية التي تعاقبت على سورية منذ منتصف القرن الماضي، عملت على تعميق الشرخ بين الطوائف والقوميات في سورية وخصوصاً العرب والأكراد. وللأسف لم ينجح أي طرف منهم إلى اليوم من الخروج مما يُدفعون له، ومد جسور التواصل والتعاون فيما بينهم، الأمر الذي يزيد من الأخطاء المرتكبة والتي تصل إلى حد ارتكاب الانتهاكات".

المساهمون