تصريحات الحكومة السورية: 6 سنوات من الهزل

05 مارس 2017
غسل العقول مستمرّ (Getty)
+ الخط -
ستة أعوام تقريباً تفصلنا عن تلك اللحظة التاريخية والمفصلية في حياة الشعب السوري، اللحظة التي قرر فيها الناس التمرد على الظلم والطغيان، وأعلنوا فيها الثورة ضد النظام الحاكم، الذي عاث فساداً في البلاد عقوداً طويلة؛ ستة أعوام ولا يزال النظام السوري يمارس جرائمه بحق الشعب السوري، ويتلاعب بالألفاظ والمفاهيم ليبرر جرائمه. 

ومع مرور الوقت، وبسبب الانفصال بين الواقع السوري والخطاب الإعلامي، تحول بعض السياسيين السوريين إلى مهرجين. وهذه أكثر عشرة تصريحات مضحكة، في تاريخ الثورة السورية:


المرتبة العاشرة: "إن المعارضة قامت بخطف الأطفال والرجال من قرى اللاذقية، وأحضرتهم إلى الغوطة الشرقية، وقامت بوضعهم في مكان واحد واستخدمت ضدهم الأسلحة الكيماوية".
هذا ما قالته المستشارة السياسية والإعلامية، بثينة شعبان، لقناة "سكاي نيوز"، في محاولة منها لتبرئة النظام من مجزرة الكيماوي التي ارتكبها بغوطة الشام، ولإلقاء التهمة على المعارضة؛ فاختصرت هذه العبارة نظرية المؤامرة، التي يروج لها النظام، بشكل هزلي. وازدادت جرعة السخرية من تصريح شعبان واتهامات النظام، بعد أن قام بتسليم الأسلحة الكيماوية، التي أنكر قبل ذلك حيازته لها.



المرتبة التاسعة: "منذ اليوم الأول للتقنين، والكهرباء تقطع في منزلي ومنازل زملائي".
هذا ما صرح به رئيس الوزراء الحالي، عماد خميس، عندما كان لا يزال يشغل منصب وزير الكهرباء، ليعبر عن مشاركة الحكومة لأبناء الشعب السوري بمعاناتهم اليومية؛ ولكن هذه الكلمات أثارت سخرية جميع من سمعها، فأطلق بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حملات لجمع التبرعات، ليشتروا مولد كهرباء أو بطارية وليدات لمنزل السيد الوزير، وزملائه من الوزراء المتضامنين مع الشعب السوري.

المرتبة الثامنة: "الكهرباء للإنارة وليست للتدفئة".
هذا ما قاله وزير الكهرباء الحالي، محمد زهير الخربطلي، لإذاعة "سوريانا إف إم"، ليحمل الشعب السوري المسؤولية بأزمة الكهرباء التي تعاني منها سورية منذ ما يقارب خمسة أعوام، وليتفوق بهذا التصريح على كل تصريحات عماد خميس المثيرة للجدل. وأثارت هذه الكلمات سخرية الشعب السوري بكافة أطيافه، وسرعان ما تحولت العبارة لنكتة يستخدمها السوريين في منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي فيديوهاتهم الساخرة أيضاً، وشارك بعض الأجانب بالسخرية من اكتشاف الخربطلي، بفيديوهات نشرتها صفحة "سوريون في أوروبا".


المرتبة السابعة: فلاشة الشعيبي.
من الصعب جداً أن نحصر أقوال نجم التحليلات السياسية على قنوات النظام السوري، علي الشعيبي، بتصريح واحد، فكم المعلومات التي يملكها على فلاشته، وكم الفضائح التي سيتسبب بها إذا ما عرض مستمسكاته يتجاوز كل حدود المعقول، فعلى فلاشته، التي يصعب تحديد سعتها أيضاً، فضائح جنسية للحكام العرب وللاستخبارات الأميركية، وتفاصيل نادرة لاتفاقات سرية لا يعرفها الجميع. وأظن أن السوريين يجمعهم الفضول لمعرفة محتويات الفلاشة البيضاء التي لطالما لوح بها الشعيبي على شاشات التلفزة.


المرتبة السادسة: "الدولار تحت السيطرة، وسعر الصرف وهمي".
هذا ما صرح به حاكم مصرف سورية المركزي، أديب ميالة، ليعبر عن قوة الدولة السورية المزعومة، في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه الشعب؛ بيد أن البعض وجدوا بكلام ميالة جانبا من الصحة، فكلامه يعني أن الحكومة السورية هي التي تتلاعب بأسعار صرف العملات وتسببت بإفقار ممنهج لغالبية فئات الشعب السوري. وذلك ما دفعه للتعقيب بتصريح لا يقل سذاجة عن تصريحه السابق، فصرح بأن ارتفاع سعر الدولار وهمي، وبأن الصفحات الصفراء على "الفيسبوك"، كما سماها ميالة، هي السبب في ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة السورية.


المرتبة الخامسة: "الحرب الاقتصادية تقودها قوى ومؤسسات إقليمية ودولية، وهدفها النيل من إرادة الشعب السوري والليرة".
هذا ما صرح به رئيس وزراء حكومة الأسد ما بين سنتي 2012 و2016، وائل الحلقي، وهو يحاول أن يقنع الشعب السوري بأن أجهزة الدولة السورية تقوم بواجباتها على أتم وجه، وأن المشكلة الوحيدة التي يعاني منها الشعب السوري هي المؤامرة الكونية. واشتهر الحلقي بتصريحاته المثيرة للجدل والسخرية، كوعوده بتحسن الأحوال المعيشية التي دائماً تترجمها الوقائع بصورة معكوسة؛ ولكن يبقى التصريح الأجمل الذي صدر عن الحلقي وأفراد عائلته، هو تصريح ابنه محمود، وهو طالب في الجامعة الأميركية في بيروت، عندما قال: "شعب ما بيستاهل تعبك يا بابا".


المرتبة الرابعة: "سنمحو أوروبا من الخارطة".
قد يكون تصريح وزير الخارجية، وليد المعلم، هو أشهر هذه التصريحات، بسبب قدمه، والنبرة الباردة التي تحدث فيها عن إلغاء الأوروبيين، بعد أن سحبت معظم الدول الأوروبية سفراءها من دمشق، وبسبب الصورة الساذجة التي شكلتها تصريحات المعلم عن فكر النظام السوري اللامركزي. وشهد الخطاب الذي تضمن التصريح جملة من الأقاويل التي جعلته خالداً في ذاكرة الثورة الساخرة، كتصريحاته عن عدم قبول الحكومة بتدخل الدول الصديقة للنظام كإيران وروسيا وحتى حزب الله، وكذلك تضمن تصريحات عن دروس الصمود والديمقراطية، التي سيعلمها النظام السوري للعالم بأسره.




المرتبة الثالثة: "الهدف الأساسي من نظام التعليم المفتوح هو رفع مستوى ثقافة الطالب، وليس الهدف منه ممارسة مهنة على أساس الشهادة الممنوحة، أو متابعة التحصيل العلمي في الدراسات العليا".
هذا ما قاله معاون وزير التعليم العالي، رياض طيفور، وهو يشرح أنواع التعليم الجامعي في سورية، ليبين أن الحكومة السورية استغلت رغبة الشباب بالتعلم لما يقارب عقدا من الزمن، وافتتحت جامعات غير معترف بها محلياً ودولياً، لأهداف ربحية خالصة، ولتملأ خزينة الدولة السورية فقط.

المرتبة الثانية: "رفع الأسعار كان بناءً على إلحاح المواطنين".
هذا ما قاله وزير الاقتصاد وحماية المستهلك السابق، حسان صفية، ليبرئ الدولة من جريمة المتاجرة بدماء السوريين وقوتهم اليومي، ولكن التصريح تسبب بسخرية جميع السوريين بمن فيهم مذيعو قنوات التلفزيون السوري الرسمي، الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تبرير التصريح ومعالجته بأي صيغةٍ كانت.


المرتبة الأولى: "بوتين الأكثر شعبية في سورية، ويمكنه أن يشغل أي منصب".
مما لا شك فيه، أن بشار الأسد هو نجم التصريحات الأول، واستطاع خلال السنين الست الماضية أن يتسبب بموجات من الضحك والسخرية، وأن يتفوق في بعض اللحظات على باقي الدكتاتوريين، بما فيهم القذافي؛ فحديث الأسد عن شعبية بوتين والترويج له، كان أشبه بنكتة يصعب على أي محلل سياسي أو مؤلف كوميدي التنبؤ بها، رغم الكم الهائل من التصريحات المضحكة التي أصدرها بشار منذ بداية الثورة، فمن غير الممكن أن ننسى خطابه الأول في مجلس الشعب، واللحظة التاريخية التي تحول بها مجلس التشريع الأول في سورية إلى سيرك يتبارى فيه المهرجون، ويسقطون تباعاً أمام الأداء التهريجي المتقن لفخامة الرئيس.