"فيسبوك" ينقذ مشرداً في شوارع بغداد

31 يوليو 2016
(صفحة وزير العمل محمد شياع السوداني على فيسبوك)
+ الخط -

تمكن "فيسبوك" من إنقاذ رجل مسن مشرد في شوارع العاصمة العراقية بغداد، بعدما نشر ناشطون صوراً له وهو في وضع إنساني أثار استنكار الأوساط الشعبية في البلاد، ما وضع الجهات المعنية في إحراج كبير.
وأعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في العراق، عن استجابتها للمناشدات والصور التي نشرها ناشطون مدنيون على "فيسبوك"، أظهرت رجلاً مسناً مشرداً في شوارع العاصمة والتي أثارت تعاطف الشارع العراقي، وذلك عبر بيان صدر الأحد. فيما أعلن وزير العمل والشؤون الاجتماعية، محمد شياع السوداني، على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، عن استجابته للمناشدات والصور التي نشرها ناشطون عراقيون على الموقع نفسه حول رجل مسن مشرد في شوارع بغداد.
ووجه السوداني بمتابعة حالته ومد يد المساعدة له بعد تحرٍ وبحث، شاركت فيه منظمة "بصمة أمل" وفريق "وطني يحميني" وفقاً للسوداني.

وذكر السوداني على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أن "الرجل المسن المشرد من مواليد 1953 يعاني من صعوبة بالغة في النطق تركه أبناؤه منذ شهر رمضان الماضي في ساحة الشهداء بمنطقة الشواكة ببغداد، ووجد أنه يعاني من جفاف حاد نقل إثر ذلك إلى مستشفى الكرامة في بغداد لتلقي العلاج".

وتكفل فريق منظمة "بصمة أمل" بالمبيت مع الرجل المسن والعناية به وتلبية احتياجاته اليومية ومتابعة حالته الصحية، تمهيداً لنقله إلى دار المسنين بعد تحسن حالته الصحية.

وقال الناشط فلاح الحسيني، إنّ المناشدات على موقع "فيسبوك" تضع المسؤولين العراقيين في إحراج أمام الرأي العام، وتجبرهم على اتخاذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات الإنسانية الصعبة، وهو ما دفع الحكومة العراقية إلى حجب الموقع في مناسبات مختلفة".

وبيّن الحسيني لـ"العربي الجديد"، أنّ "الرجل المسن كان قد تم تصويره في أحد شوارع العاصمة، ونشرت صوره على "فيسبوك" للفت الانتباه من قبل الجميع لمساعدته في الخروج من هذه المحنة، ولم يكن يمتلك مستمسكات رسمية، وكان مصاباً بالجفاف الحاد بسبب الجوع والعطش ووضعه الصحي المتدهور".

ويجد الناشطون في "فيسبوك" وسيلة للفت الانتباه وحشد الرأي العام العراقي والعربي والدولي نحو الحالات السلبية في المجتمع، والإنسانية منها بشكل أكبر، ونجحوا في الكثير من الحالات والحملات الشعبية على الموقع تضامناً مع حالات إنسانية ومجتمعية عديدة.

وتمكن ناشطون عبر "فيسبوك" من إنقاذ عشرات الحالات الإنسانية، بنشرهم تفاصيل وصورا على الموقع وحشد الرأي العام للمساعدة. ولم يتوقف الأمر عند حدود العراق، بل شكل ناشطون، منتصف 2015 خلال هجرة آلاف العراقيين إلى أوروبا عبر بحر إيجه، غرفة عمليات على "فيسبوك" لمتابعة المهاجرين عبر البحر ومعرفة مصيرهم وإبلاغ السلطات التركية واليونانية بحالتهم أولاً بأول.

وأصبح موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، الأول في العراق والملاذ الأخير للناشطين والكتاب والصحافيين، لنشر آرائهم وحملاتهم المدنية وانتقاداتهم للسياسات الحكومية، في وقت أصبح فيه هذا الموقع يحتلّ الصدارة في المنزل والمدرسة والشارع والمقهى لدى العراقيين.
ويستخدم العراقيون "فيسبوك" لمختلف احتياجاتهم، كونه الأوسع انتشاراً في البلاد، بين باقي مواقع التواصل الأخرى، وتمكنوا من خلاله من النجاح في إيصال صوتهم والقيام بحملات إنسانية واجتماعية واسعة لاقت أصداءً عالمية في مناسبات مختلفة.
وتحول "فيسبوك" في العراق من مجرد موقع للتواصل الاجتماعي إلى أشبه ما يكون بـ"وكالة أنباء"، خصوصاً لمعرفة كل ما يدور على الساحة العراقية من فقدان أطفال أو مستمسكات شخصية رسمية أو حالات إنسانية ومرضية صعبة.
وكان للحملات الشعبية التي أطلقها الناشطون لفك الحصار عن المدن وإنقاذ المدنيين بمختلف مناطق البلاد، أثر عالمي تناولته وسائل إعلام دولية مختلفة بما يعتبرونه نجاحاً باهراً لهم في استخدام موقع "فيسبوك" ومساعدته لهم في نشاطاتهم.
ولم يعد "فيسبوك" يقتصر على المواطنين والناشطين والكتاب والصحافيين، بل أصبح أغلب المسؤولين العراقيين لديهم صفحة رسمية يديرها عنهم في أغلب الأحيان موظفون متخصصون.

دلالات
المساهمون