الأزمة المالية تهدد بإغلاق قنوات الدعاية الدولية لإيران

10 يونيو 2020
"برس تي في" قد تتوقف (بهروز مهري/فرانس برس)
+ الخط -
تتسع تداعيات الأزمة الاقتصادية في إيران لتطاول الجهاز الإعلامي الرسمي منذ فترة، وهي باتت تهدد اليوم بوقف بث قنوات إيرانية خارجية تعتبر أدواتٍ دعائيةً مهمةً للنظام في إيران، ومنها قناة "العالم" الناطقة بالعربية، وقناة "برس تي في" الناطقة باللغة الإنكليزية، وذلك بعدما توقفت قنوات أخرى، خلال الفترة الماضية عن البث.
وفي السياق، كشف رئيس قسم البث الخارجي في "هيئة الإذاعة والتلفزيون" الإيرانية، بيمان جبلي، لوكالة "فارس" الإيرانية، اليوم الأربعاء، عن احتمال وقف بثّ القناتين، بالإضافة إلى قناة "آي فيلم" بنسختيها العربية والإنكليزية، في الأيام والأسابيع المقبلة؛ بسبب عدم وجود موازنة بالعملة الصعبة لها.
وأشار جبلي إلى إغلاق إذاعة "دري" الإيرانية، التي كانت تبثّ لأفغانستان بعد 40 عاماً من نشاطها، عازياً السبب إلى تراكم الديون لمحطات الترحيل اللاسلكي وعدم القدرة على دفعها بسبب عدم تخصيص العملة الصعبة اللازمة من قبل السلطات.
واعتبر المسؤول الإيراني أن غلق هذه الإذاعة التي كان لها انتشار واسع في أفغانستان، بحسب قوله، شكل "ضربة كبيرة للدعاية الدولية لبلادنا، تحديداً في أفغانستان التي تعتبر إحدى أهم الساحات المجاورة لنا، بينما قضايا ثقافية واقتصادية وأمنية وسياسية عديدة كانت تستدعي مضاعفة العمل الإعلامي في أفغانستان".
وسبق وقف بث الإذاعة الإيرانية الموجهة إلى أفغانستان، إغلاق قناة "الكوثر" في المنطقة العربية، التي كانت تنشر برامج مذهبية وسياسية وثقافية، فضلاً عن قناة "سحر" الناطقة بلغة الأوردو الموجهة إلى شبه القارة الهندية. ووصف جبلي إغلاق هذه المنصات الإعلامية الإيرانية بأنها "حدث سيّئ للغاية"، و"ضربة كبيرة لدعاية الجمهورية الإسلامية الموجهة إلى الخارج".

ووجّه جبلي انتقادات حادة إلى السلطات المسؤولة عن توفير الموازنة والعملة الصعبة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، قائلاً إنها "لا تهمها الكارثة التي تحدث، حيث إننا في كل يوم نصبح أعزل أكثر من ذي قبل، في مواجهة دعايات الأعداء ومؤامراتهم لتأليب الرأي العام في المنطقة والعالم علينا"، مشيراً إلى أن بلاده "بذلك ستفقد أيضاً فرصاً للتعريف بطاقاتها وإمكاناتها للخارج".
واتهم الحكومة الإيرانية بـ"الإهمال والتسيس والتعمد" في موضوع دعم القنوات الإيرانية الخارجية، قائلاً إنه في حال استمرار هذه السياسة "لن تكون لنا أي مساهمة في الدعاية الدولية في العالم"، متوقعاً حذف قنوات "برس تي وي" و"العالم" و"آي فيلم" من الأقمار الصناعية في حال عدم توفير الموازنات لها.
يُشار إلى أن إيران تعاني من أزمة اقتصادية ومالية منذ عامين، على خلفية الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018، وما تبعه من عقوبات شاملة طاولت جميع مفاصل الاقتصاد الإيراني، وسببت تراجعاً حاداً في إيرادات الدولة. وكشف الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنّ بلاده، بسبب هذه العقوبات، تفقد سنوياً 50 ملياراً من إيراداتها، أي ضعفي موازنة العام السابق، وجزءاً من موازنة هذا العام.
دلالات