مصر: ردود فعل غاضبة على سب نائب "كشوف العذرية" لصحافيين

17 سبتمبر 2018
إلهامي عجينة معروف بإثارة الجدل (تويتر)
+ الخط -
في واقعة ليست غريبة على أداء عضو مجلس النواب المصري، إلهامي عجينة، شتم الأخير الصحافيين المكلفين بتغطية زيارة محافظ الدقهلية لمدينة جمصة.

وبحسب صحافيين حضروا الواقعة، فقد افتعل النائب مشادة مع سائق سيارة تابعة للمحافظة كانت تُقلّ الصحافيين المكلفين بالتغطية، عندما حاول السائق تجاوز سيارة النائب للحاق بموكب المحافظ. وعندما أخبره السائق بأنه يحاول ومعه الصحافيون اللحاق بسيارة المحافظ، فسبّ الصحافيين، وقال: "دول ولاد ***.. إيه اللي جابهم هنا؟!".


وتوجّه الصحافيون إلى قسم شرطة جمصة لتحرير محضر ضد النائب، ولم تنتهِ الواقعة إلا بتدخل المحافظ وحضوره قسم الشرطة، واعتذاره عما بدر من النائب.

يشار إلى أن النائب إلهامي عجينة هو صاحب اقتراح كشوف العذرية لطالبات الجامعة، كمقترح منه للقضاء على الزواج العرفي، قائلاً: "أي بنت تدخل الجامعة لازم نوقّع عليها الكشف الطبي لإثبات أنها "آنسة".
كما طالب من قبل بمنع تبادل القبلات بين الرجال وبعضهم البعض. كما سبق أن طالب رئيس مجلس النواب، بإلزام النائبات بلبس "محتشم" بحجة "رجالتنا بتعاني من ضعف جنسي ولو بطلنا نعمل ختان هنحتاج رجال أقوياء" على حد قوله.


وعلى خلفية واقعة سبّ الصحافيين، أكد عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، حسين الزناتي في تصريحات صحافية له اليوم الإثنين، أن النقابة ستتخذ كل الخطوات التي تحفظ للزملاء حقوقهم بعد ما جرى من النائب الذي من المفترض أنه يمثل الشعب.



وطالب الزناتي، رئيسَ مجلس النواب، باتخاذ موقف من النائب يرد لجموع الصحافيين انحيازه للقيم والمبادئ التي يجب أن يعمل في إطارها ممثلاً للشعب لا تجاوزاً في حق الآخرين.
كما أكد عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، عمرو بدر، أن سب الصحافيين "مرفوض"، مؤكدًا أن أداءه العجيب يُعد تعبيرًا عن تحول دوره من نائب للشعب إلى نائب ضد الشعب.

وقال "بدر" في بيان له، إن مجلس النقابة ينتظر تقديم الزملاء لمذكرة بالتفاصيل للنقابة، ليتخذ إجراءات قانونية ضد "عجينة"، مؤكدًا أنه لا يحترم كرامة الصحافيين ولا الصحافة، ودورها الذي لا يقل في أهميته عن الدور الذي تقوم به كل المؤسسات في مصر.

وأضاف أن الصحافة هي عين الشعب، ودورها الحقيقي هو الرقابة على عجينة وأعضاء مجلس النواب وكافة المسؤولين، مشددًا على أنه لا تهاون في الدفاع عن كرامة الصحافيين، وأن النقابة لن تفرط في حقهم.


في السياق ذاته، أصدرت لجنة الدفاع عن استقلال النقابة، بيانًا صحافيًا، أعربت فيه عن "عميق أسفها، لانتشار الصورة الخاطئة عن الصحافيين، والمفاهيم المغلوطة عن دورهم في المجتمع، وفي خدمة قضايا الدولة".

وقال مقرر اللجنة، بشير العدل، إن الصحافيين، جزء من صنع القرار العام في الدولة، فهم بعملهم، وبأدائهم المهني، يمثلون انعكاساً حقيقياً للرأي العام، وعليهم تقع أعباء النهوض بالمجتمع، وتنويره، ومن ثم، مساندة الدولة في تنفيذ خططها التي تهدف إلى التقدم والاستقرار.

ولفت العدل، إلى أن الصحافة، سلطة رقابية وتشريعية، لا تقل أهمية، عن سلطة نواب البرلمان، وأنه لا يجوز المساس بالصحافيين، قولا أو عملا، اجتراء أو افتراء، عليهم، أو انتقاصا أو هضما لحقوقهم.

وطالب العدل، بضرورة ضبط العلاقة بين الصحافيين ومختلف الجهات في الدولة، والتي شهدت اختلالا على حساب الصحافيين، بما يحفظ لهم مكانتهم، ويساعدهم في استمرار أداء رسالتهم السامية، بما يمكن الدولة من تحقيق المزيد من التنمية والديمقراطية.

كما طالب العدل، مجلس الصحافيين، نقيباً وأعضاءً، اتخاذ كافة الإجراءات، التي يكفلها القانون، والعمل النقابي، من أجل استعادة الأعضاء، لمكانتهم وحقوقهم، المعنوية والمادية، كاملة غير منقوصة، وحفظ صورتهم نقية في المجتمع، وعدم السماح بأي محاولات لتشويهها، من جانب المتربصين بالمهنة، من أفراد، أو مؤسسات، أو جهات.
المساهمون