ممارسات بكين تهدّد مصداقية "تيك توك"

14 يوليو 2019
نفت الشركة تسليم بياناتها إلى السلطات الصينية (Getty)
+ الخط -
بين عامي 2013 و2016، سُربت بيانات 87 مليون مستخدم "فيسبوك" إلى شركة "كامبريدج أناليتكا"، وقد استخدمت ملفات تعريف نفسية من اختبارات شخصية ابتكرتها الشركة، من دون موافقة أصحابها، في أغراض سياسية. حالياً، تبرز مخاوف عدة من تكرار تطبيق "تيك توك" TikTok الفضيحة نفسها.

وكانت لجنة التجارة الاتحادية الأميركية وافقت هذا الأسبوع على تسوية قيمتها حوالي خمسة مليارات دولار مع شركة "فيسبوك"، بشأن تحقيقها في طريقة تعامل شركة التواصل الاجتماعي مع بيانات المستخدمين في فضيحة "كامبريدج أناليتكا" التي أشهرت إفلاسها.

أما "تيك توك" فيعدّ أحد التطبيقات الأكثر شعبية، خاصة بين صغار السنّ. ويمكن مستخدميه من إنشاء مقاطع فيديو قصيرة، غالباً عن طريق مزامنتها مع موسيقى. التطبيق تم تنزيله 800 مليون مرة، ولديه نصف مليار مستخدم شهري نشط.

وعلى خلاف بقية منصات التواصل الاجتماعي الأبرز، تم إطلاق التطبيق من بكين الصينية هذه المرة؛ البلد الذي يضع مواطنيه خلف جدار عظيم يعزلهم عن بقية الإنترنت. لذا، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أخيراً مقالة أثارت المخاوف إزاء كيفية استخدام الصين لتطبيقاتها، وتحديداً "تيك توك".

وفي هذا السياق، نبّه أحد المشاركين في مشروع مجتمع معلومات كلية الحقوق في "جامعة يال" Yale University، نيك فريش، من صادرات الصين كدولة رقابة. وشدد فريش على أنه يجب أن نشعر بالقلق إزاء هذه "الابتكارات غير الليبرالية".

لكن الشركة المالكة لـ "تيك توك" ردت على هذه المخاوف، نافية الاتهامات باستغلال السلطات الصينية لبيانات مستخدميها. وقالت "من المهم توضيح أن "تيك توك" لا يعمل في الصين، وأن حكومة جمهورية الصين الشعبية ليس لديها إمكانية الوصول إلى بيانات مستخدمي (تيك توك). في الولايات المتحدة، يتم تشغيل "تيك توك" بواسطة كياننا الأميركي. يمكن مشاركة البيانات مع الآخرين في مجموعة الشركات الخاصة بنا، كما هو محدد في سياسة الخصوصية للأغراض الموضحة. تعتبر خصوصية وأمان مستخدمينا أولوية قصوى. ونحن نلتزم بالقوانين واللوائح المحلية في الأسواق التي نعمل فيها".
يذكر أن الرئيس التنفيذي في شركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ، حذر أخيراً من من قوانين تخزين البيانات في الدول الاستبدادية مثل الصين وروسيا، حيث تفرض على الشركات تخزين البيانات في مناطقها. ويمنح هذا الإجراء هذه الحكومات وصولاً غير مقيد إلى بيانات المستخدم من أجل الاضطهاد السياسي، والمراقبة الخوارزمية، والرقابة الاجتماعية، وربما التدخل الانتخابات، وفق ورقة تحليلية نشرها مواقع "كوارتز".

وكمثال على ذلك، تعرضت شركة "آبل" للانتقادات عندما وافقت على مطالب الحكومة الصينية بإنشاء "آي كلاود" في مراكز البيانات التي تسيطر عليها الدولة. وعلمت شركة التكنولوجيا أن هذا قد يعني أنها لا تستطيع أن تَعِد عملاءها في الصين بالخصوصية والأمن.
وقد ابتكرت مختبرات البحث والتطوير في الصين جدار الحماية العظيم، وابتكرت تكنولوجيا مراقبة جديدة، وابتلعت محيطات من البيانات الضخمة في سباق التسلح نحو الذكاء الاصطناعي.

ولم تنجح الصين فقط في عزل مواطنيها بنجاح عن بقية الإنترنت خلف الجدار العظيم، بل صنعت تكنولوجيا موازية الخاصة بها؛ "بايدو" بدلاً من "غوغل"، و"ويبو" بدلاً من "تويتر"، و"علي بابا" بدلاً من "أمازون"، و"تينسنت" بدلاً من "فيسبوك".
المساهمون