هواجس "تحرير" الرقة في وسائل التواصل

26 مايو 2016
نازحون من تل أبيض في الرقة العام الماضي (Getty)
+ الخط -
كثيرًا ما توصف مدينة الرقة السورية بأنها منسية، سواء خلال العقود الماضية من حكم آل الأسد، أم خلال الثورة السورية، بسبب الإهمال الذي عانت منه من الجميع. 

ومع بدء الحديث عن "تحرير الرقة" من تنظيم "داعش" الذي انتزعها مطلع العام 2014 من أيدي فصائل المعارضة، ثارت أسئلة وهواجس عدة، عكستها مواقع التواصل الاجتماعي حول الجهة أو الجهات التي ستقوم بهذا التحرير، وحول مصير المدينة ومن يتسلم إدارتها فيما لو تم فعلاً طرد التنظيم منها.

الكاتب والباحث حازم نهار يكتب على "فيسبوك": "على الأغلب سيفتتح أوباما قريباً سمفونية أميركية في الرقة أسوة بصديقه بوتين. كل همجي يغطي همجيته بسمفونية حتى غدت بلادنا معرض سمفونيات، وكلمة السر (البقرة الحلوب) هي داعش!". وفي تعليق آخر، يرى نهار أن حكام الرقة الجدد لن يكونوا بأحسن من أسلافهم: "ستحصل مدينة الرقة على الجائزة الأولى في تجريب أنواع متعددة من الدواعش المستوردة والمحلية، بذقون وبلا ذقون، وبألوان ولغات مختلفة".

ويعبّر الناشط يوسف نصر الله عن تخوفه من الدور الذي تؤديه القوات الكردية في هذه المعركة، فيقول "نتمنى أن لا يكون المكون الكردي هو الشوكة المراد زراعتها في خاصرة الجسد السوري لتحقيق أهداف خارجية بغية تقسيم وتفتيت الوطن وأن يبقى الكرد أحد شرائح المجتمع الوطني السوري الذي لا يمكن إلا أن يكون لوحة واحدة بكل ألوانها".



كما شكك ناشطون بفاعلية القوى غير الكردية التي سمح لها بالمشاركة في معركة الرقة، لكونها هامشية، وليست صاحبة قرار، وتفتقر إلى التسليح الكافي. وأبرز تلك القوى هو "لواء ثوار الرقة" والذي اضطر، كما يقول الناشط عنتر داييس، ولأسباب معروفة، للانضمام إلى "قوات سورية الديمقراطية" مشاركة مع قوات الصناديد الشمرية الهوى وقوات من قبيلة شمر تحت قيادة أحمد الجربا (تيار الغد) وقوات السوتورو في الجزيرة.

ويقول داييس في تعليق له على "فيسبوك": "لا شك أنّ أبناء الرقة يعولون أن يدخلها ثوار الرقة وهم الأقدر والمرحب بهم من أبناء المدينة"، لكنه عبّر عن خشيته من أن "تدب الفوضى في المدينة كما حصل خلال تحريرها من قوات النظام في ربيع العام 2014، حيث تعرضت منشآتها العامة آنذاك للسلب والسرقة تحت مسمى الغنائم، أما اليوم فلم يبق فيها ما ينهب سوى ممتلكات أهل الرقة وجيوبهم"، بحسب قوله.

وقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عدة وسومات تحذر من عواقب العملية المرتقبة على حياة المدنيين، ومصير المدينة منها "هنا الرقة، مدنيون تحت الموت، ‏الرقة 700 ألف مدني تحت القصف، الرقة تحت القصف، الرقة مدينتي".

وفي غمرة الحديث عن بدء العملية العسكرية على الرقة، انتشرت أخبار عن عمليات نزوح واسعة من المدينة، وأخرى عن عمليات قصف وفرض إجراءات غير اعتيادية في المدينة من جانب تنظيم الدولة. غير أنّ بعض الناشطين شككوا بدقة هذه الأخبار وقالوا إنّ ثمة مبالغات كثيرة ترد في مواقع التواصل الاجتماعي حول ما يحدث في الرقة.
وفي صفحة "الرقة تذبح بصمت"، وهي الصفحة الأشهر التي تتابع أخبار المدينة، جاءت تعليقات تشكك في هذه الأخبار. وقال أحدهم "يا أخي أنتم تكذبون في كل شيء. تحدثت مع أهلي بعد ما قرأت أخباركم هنا فوجدت أن كلها كذب. الوضع عادي في الرقة والحركة طبيعية". وقال معلق آخر "والله من شفت هاي الصفحة وهي أخبارها كذب لو سموها الرقة تكذب بصمت أحسن". وقال ثالث "قبل دقائق حكيت مع أهلي والنت شغال والحياة طبيعية وما في شي أبدًا، اللي صاير أغلب صفحات الرقة عم تبث أخبار لدب الرعب والخوف بقلوب متابعيها والمفروض كان لازم يكون العكس تماماً، لكن شو بدنا نعمل؟ أهم شي عندن تبقى الصفحة نشيطة بشكل يومي ولا يهمهم أحد، ويا ريت في حدا منهم بالرقة، كلهم برات البلد وعم يكتبوا من خلف الشاشة".

كما سخر الصحافي خليل هملو مما تتناقله بعض المواقع بأن المعركة أصبحت داخل سور الرقة الأثري، مشيرًا بشكل خاص إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي سماه "مرصد الكذب السوري"، وذلك بعد أن قال المرصد إن محور القتال يدور في الفرقة 17.

ويبقى أهل الرقة المهجرون عنها عنوة يغمرهم الأمل بالعودة إليها قريبًا، ويبثون أشواقهم إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما فعل الشاعر الرقاوي صالح الحاج، في كلمات باللهجة العامية الرقاوية: "دك القلب دقات.. دقة ب أثر دقة... خفت وسألته شبيك... رد بحزن مالوم.. مشتاك للرقة".



المساهمون