صحيفة "جيرون" تصدر عددها الورقي الأول: "خطوة في طريق الألف ميل"

11 مايو 2018
توزع الجريدة مجاناً (شبكة جيرون)
+ الخط -
في عالم الإعلام السوري البديل، أعلنت شبكة "جيرون الإعلامية"، أمس الخميس، عن صدور عددها التجريبي الأول من صحيفة "جيرون" بصيغته الورقية المطبوعة، كـ"خطوة أولى في طريق الألف ميل"، وفقًا لافتتاحية الموقع الإلكتروني للشبكة.

وجاء الإعلان متمثلاً بطباعة 1000 نسخة تجريبية في تركيا، من 8 صفحات ملونة، قياس 42/ 32 سنتم، وستوزع مجاناً عبر مكاتب المركز والشبكة في الدول التي تتخذ من عواصمها مقرات عمل لها، لمؤسسات المجتمع المدني والأهلي، ومراكز البحوث والجامعات والمكتبات العامة المهتمة، إضافة إلى مخيمات السوريين.
   
وضمّت النسخة الأولى طيفًا من المواضيع والتحقيقات والتقارير والدراسات ذات الصلة بالشأن السوري على وجه الخصوص، إضافة إلى عدد من الأبواب، منها المحليات، التقارير السياسية، قضايا المجتمع، الدراسات والبحوث، والثقافة… وتصدر الصحيفة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة -مؤقتًا - شهريًا، على أن تصدر أسبوعيًا في المرحلة اللاحقة.

وحول الصحيفة والشبكة الإعلامية التي تُصدرها، قال رئيس تحريرها باسل العودات، لـ"العربي الجديد": "طوال خمسة عقود، مُنِعَ السوريون من إنشاء أي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية حرّة، وحُرموا من منابر مناسبة يُمارسون من خلالها حقهم في الاتصال والتعبير عن الرأي، وكان الإعلام السوري إعلام سلطة شمولية استبدادية قمعية، والثورة السورية كانت فرصة للإعلام الحر للظهور بشكله العلني والواسع".



وأضاف: "أدركنا - كغيرنا - أن الإعلام سلاح خطير، بل ويفوق خطره السلاح التقليدي أحياناً، ولإدراكنا أيضاً ضرورة أن تكون للباحثين والمثقفين والإعلاميين منابرهم ووسائل نضالهم في عالم تُهيمن فيه العسكرة و(الشللية) السياسية على الكثير من الإعلام السوري البديل، قرر مركز حرمون للدراسات المعاصرة تأسيس شبكة إعلامية متكاملة، لا تحمل أمراض إعلام النظام، وتحمل همّا عاماً وطنياً، ولا تعمل بسياسة ردود الفعل والتحريض والتوجيه، ولا ترتهن لتيارات سياسية وتفتخر باستقلاليتها، ولا تعمل لرضى الممولين، وتنادي بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والتداولية وتكافؤ الفرص والمساواة والعدالة وفصل السلطات، ومن هنا تم تأسيس الشبكة والصحيفة الورقية التابعة لها".

وشبكة جيرون الإعلامية هي مؤسسة خاصة ذات نفع عام، هدفها بناء منصة إعلامية تشبه السوريين، اتخذت لنفسها شعار "سورية التي تشبهنا"، وتقول إنها تسعى لأن تكون قادرة على إحداث تأثيرات في الرأي العام السوري، من خلال العمل بمعايير مهنية احترافية، متوافقة مع التنوع والتعددية وقيم الحوار والديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان.

وتضم الشبكة مجموعة وسائل إعلام وترويج مترابطة، هي "صحيفة جيرون" الإلكترونية والورقية، وصفحات تواصل اجتماعي، إضافة إلى قسم للإنتاج المرئي "قناة جيرون"، وقسم للإنتاج الفنّي "جيرون للأعمال الفنية"، وقسم للإشراف على إقامة الفعاليات الإعلامية والفكرية والسياسية، وتُعتبر من المشروعات الأساسية لمركز حرمون.



وعن أسباب وموجبات إصدار هذه الصحيفة بصيغتها الورقية، وعدم الاكتفاء بالموقع الإلكتروني للشبكة وأقسامها، أوضح العودات: "كمبدأ، نعتقد أنه تبقى للنسخ الورقية فائدة كبيرة في الحالة السورية، خاصة مع وجود عدد ضخم من السوريين المهجّرين والمشردين في سورية ودول الجوار، لا تتوفر لمعظمهم القدرة على الولوج إلى الشبكة الإلكترونية، ونسعى لإيصال بعض من نتاجاتنا إليهم، وكذلك نعتقد أن توافر النسخ الورقية في الجامعات ومراكز الأبحاث والمكتبات العامة ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي يمنح الفرصة لإطلاع عدد أكبر على بعض من مختارات أعمالنا ودراساتنا وتقاريرنا، بالإضافة طبعاً إلى ميلنا للرأي الذي يدعم أهمية التواصل الروحي بين القارئ والنسخ الورقية في عالم فقد هذا التواصل لصالح تواصل القارئ مع أجهزته المحمولة الذكية".


وحول عمل الشبكة وسياساتها التحريرية، يقول الموقع الإلكتروني لها إنها "ستعمل لأن تكون وسيلة إعلامية مهنيّة عميقة ومباشرة، جادّة ومتوازنة وثورية في آن، تنفتح على كل الأفكار التحررية، تحترم قارئها وتُشاركه، لا تحابي أحداً ولا تحتكرها سلطة سياسية أو مالية، ولا تُغمض عينيها عن أخطاء النُخب، وفي الوقت نفسه لا تخشى تعدّد الآراء وتنوعها، وتلتزم بدعم مطالب الشعب السوري المنكوب، ومطالب أي شعب يُعاني من نظام شمولي لا يرحم، على أمل أن تُساهم ولو بقدر بسيط - مع غيرها - في تشكيل الوعي، وعي بات السوريون بأمس الحاجة إليه في هذا الزمن، زمن الحالمين بدولة سورية ديمقراطية تعددية تداولية، وإعلام يملكه الشعب لا الحاكم ومنظومته السلطوية".

المساهمون