يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "الوضع في غزة كارثي وكابوس وجحيم على الأرض، وهذا كله صحيح، أما الوضع على الأرض فأسوأ". يعني ذلك أن أي كلمات لا يمكن أن تصف الحال التي يتحملها فلسطينيو غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وهذه الحال لا بدّ أن تكون أكثر سوءاً بكثير بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً جسدياً غير القادرين على مواجهة الحياة القاسية الاعتيادية، فكيف مواجهة حرب لم تترك شيئاً لأحد؟ من الطبيعي أن يؤدي الأكثر قوة الأدوار الرئيسية في تأمين أدنى مقومات الحياة اليومية من غذاء قد يكون مجرد خبز ومياه، وهو ما يحصل غالباً من خلال ملاحقتهم المصادر الشحيحة والمساعدات المجبولة بأشكال مختلفة من المعاناة. لكن الأكثر ضعفاً غير مستبعدين أيضاً من هذه المهمات، بل هم في قلبها، رغم أنهم بالتأكيد أقل قدرة على التغلب على صعوباتها.
إنهم مناضلون من فئات كبار السن والأطفال والأشخاص مبتوري الأطراف وغيرهم ممن يواكبون بصعوبات أكبر الدروب المنهكة للحصول على قليل من المؤونة والمياه المتوفرة. يحملون بعناء ما يحصلون عليه من أماكن "الحياة الباقية" في غزة. قدراتهم محدودة لكنهم يفعلون ما يستطيعون، ويحاولون أيضاً التغلب على الهموم النفسية المرتبطة بالواقع المأساوي والمستقبل الغامض. وينتظرون أن تحلّ الإنسانية المفقودة عليهم من خلال إنهاء الحرب.
(العربي الجديد)