لم تسلب الحرب وحدها حياة السودانيين. بين مأساة المعارك والموت والهرب والنزوح والبحث عن مأوى وطعام وشراب والانقطاع عن التعليم وصعوبة الوصول إلى العلاج وغيرها، جاءت السيول ومرض الكوليرا ليقتلا ويشردا المزيد، وسط غياب للمؤسسات المعنية.
المناطق التي لم تبلغها الحرب، قضت عليها السيول. الدمار كبير. كثيرون خسروا بيوتهم وبات عليهم البدء من جديد. كأن بيوتهم لم تكن يوماً.
وحدث أن اجتاحت أمطار غزيرة وسيول مدناً وقرى بالولاية الشمالية، ما أدى إلى انهيار مئات الأبنية وإغراق أراض زراعية وقطع طرقات. كما تعرّضت مناطق ومدن ولاية البحر الأحمر (شرق) لأمطار وسيول جارفة، أدت إلى انهيار سد أربعات. وفي النتيجة، تضررت آلاف العائلات وقتل العشرات.
يضاف إلى ما سبق الموتُ جراء الإصابة بالكوليرا. في 17 الشهر الماضي، أعلن وزير الصحة السوداني، هيثم إبراهيم، تفشي وباء الكوليرا. وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة الوفيات بالكوليرا والتي بلغت العشرات.
ومنذ إبريل/ نيسان 2023، تدور في السودان حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وتوقفت الغالبية العظمى من العمليات الإنسانية، في حين تغرق البلاد في "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة"، بحسب الأمم المتحدة.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)