يقضي اللبنانيون أيامهم وهم يبحثون عن بيوت للنازحين من المناطق المستهدفة بالعدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع على وجه الخصوص. أنشئت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي للعمل على تأمين البيوت للنازحين، وسط استغلال بعض السماسرة وأصحاب البيوت، إذ عمد الكثير منهم إلى رفع الأسعار إلى درجة كبيرة. إلا أن هذا لا يلغي حجم التكافل الذي تشهده مختلف المناطق اللبنانية، وفي الوقت نفسه المعاناة التي يواجهها النازحون لتأمين مساكن في مناطق "آمنة" نسبياً، وتأمين أثاث وغيره من الأساسيات.
حياة النزوح ليست سهلة. يقول كثيرون إنّ من الصعب اختزال حياة وبيت في حقيبة. يصعب اختيار الأساسيات وما ينبغي أخذه. الأساسيات في أوقات الطوارئ والنزوح عادة ما تتضمن الأوراق الرسمية والأدوية والثياب. لكن الاختيار صعب. والحقيبة صغيرة جداً لتحتوي عمر الأشخاص وذكرياتهم. كانت الحرب متوقعة في أية لحظة. وإن كان الناس مدركين للأمر، إلا أن لحظة الإخلاء تكون قاسية وصعبة. كما الاضطرار إلى استقطاع الحياة للعيش في الطوارئ، في مراكز أو بيوت للنازحين، من دون أي تحديد للوقت أو المستقبل.
يصعب العيش في المجهول وعدم اليقين، إلا أن هذا حال النازحين، بل وجميع اللبنانيين الذي يترقبون ما هو أسوأ ساعة بعد ساعة، ويتمنون النجاة من هذه الأيام الصعبة.
(العربي الجديد)