في ولاية كسلا شرق السودان غرقت أخيراً مراكز إيواء النازحين جراء الهطول الغزيز للأمطار. وشكل ذلك، بحسب متطوعين إنسانيين، معاناة لا تحتمل أضيفت إلى معاناة الحرب، وأزمات فقدان الأمن الغذائي وشح المياه، وأخرى لا تحصى. وبحسب متطوعين لم تترك الأمطار التي هطلت في شرق السودان ومناطق أخرى مجالاً للراحة أو الأمل، وباتت العائلات المحاطة بالمياه تكافح من أجل البقاء وسط تسرّب المياه إلى خيام الإيواء وغمرها أغراض النازحين الأساسية.
الكوارث في السودان تتفاقم منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف إبريل/نيسان 2023. وإذا كانت الحرب نفسها كارثة مستجدة ضمن هذه الكوارث، فتلك البيئية حاضرة منذ سنوات في الحياة اليومية للسودانيين، ومن بينها الجفاف والفيضانات، وتأثرت دائماً بالواقع المعيشي السائد في البلاد، وهو أقل من المستوى المطلوب بسبب مشكلات كثيرة.
حالياً تضرب مشكلات الكوارث البيئية النازحين تحديداً، وقد باتوا أكثرية في البلاد منذ اندلاع الحرب. وإذا كان الهم الأول لهؤلاء التعامل مع الاحتياجات الأساسية، وفي مقدمتها الغذاء الذي بلغ باعتراف المنظمات الدولية، مرحلة حرجة جداً قد تدفع ملايين إلى المجاعة والموت، فإن عدم قدرتهم على مواجهة كوارث الطبيعة المتطرفة تراكم همومهم، وصولاً إلى درجة اليأس المطلق من الحال المعاش.
(العربي الجديد)