لا شيء يطغى على فرحة عيد الميلاد. ينجذب العالم كله بالدرجة الأولى إلى فرح العطاء الذي يعني مشاركة الآخرين لحظات لا تنسى تبقى في الذاكرة السعيدة خصوصاً للأطفال والمرضى وطبقة الفقراء الذين يتلهفون لملامسة الخيط الرفيع للبهجة.
من خلال الهدايا المتبادلة أو المعطاة من جانب واحد يخرق الناس كل الحواجز بينهم، ويتقاربون في إظهار مشاعر الحب والاهتمام بالآخرين. وهذه الهدايا ليست مهمة بقيمتها المادية تحديداً، بل بالروح المعنوية التي تجلبها لمانحيها ومتلقيها في الوقت ذاته. فالابتسامة تظهر تلقائياً بمجرد الحصول على أي هدية من أي نوع، أو برؤية أي مظهر يشير إلى العيد.
من هنا، نرى فرحة أبناء غزة وأطفالهم بمجرد رؤيتهم بالونات يقدمها شخص بلباس الزائر الأحمر (بابا نويل) لهم، وسعادة لا توصف لأطفال فقراء في المكسيك بمجرد حملهم أكياساً تتضمن هدايا متواضعة أو زهيدة الثمن. كما نلمح التفاعل غير العادي لمرضى في مستشفيات مع أقل إيحاء بقدوم "الزائر الأحمر" لزيارتهم، وكذلك بالحصول على هدايا تظهر أيضاً التضامن الاجتماعي معهم، وتجعلهم يحسّون بأنهم جزء مهم في مسيرة الحياة.
وقد تحصل مراسم احتفالية كبيرة بعيد الميلاد تلحظ ارتداء الصغار والكبار ألبسة بابا نويل، وتشهد توزيع هدايا، وكذلك نشاطات تتولى فيها مجموعات من المتطوعين والمتطوعات مرافقة أطفال إلى اختيار هدايا، أو توزيعها على مراكز للخدمات الإنسانية.
في عيد الميلاد، تحقق الإنسانية الانتصار الأكبر، وتنفتح الهدايا على أحلام الجميع بحياة أجمل.
(العربي الجديد)