تعمل عربات قليلة في غزة اليوم، بالطبع إذا توفر القليل من الوقود لاستخدامها، ومهمتها الأولى، بحسب المعطيات الميدانية السائدة، نقل النازحين من مكان إلى آخر، وهو ما تكرر مرات، ويحصل حالياً مجدداً من رفح.
هذه العربات متهالكة في الأصل، والأرجح أن أضرار هياكلها كبيرة جداً لدرجة أنها قد تكون غير صالحة للسير بالكامل، ولا يمكن أن يفسّر أحد كيف لا تزال تؤدي أدوارها.
حتى بلا أبواب وبلا زجاج نوافذ تسير هذه العربات على أشباه طرقات مليئة بعثرات ما خلّفه القصف من ركام ودمار، وتمرّ ببطء حتمي لأنها مثقلة بأحمال الناس أنفسهم والفرشات والأثاث البسيط وأوعية الأكل وغالونات المياه، وأي شيء يمكن استخدامه في هذه المحنة الكبيرة التي لم تنته منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
العربات هي أيضاً أحد مظاهر الكارثة الكبيرة في غزة. أثقالها كبيرة كما الناس الذين تشاركهم لحظات البحث الدائم عن الأمان والقوت والتمسك بالحياة، ولا أحد يعلم متى تتوقف محركاتها وعجلاتها عن الدوران، وتترك بالتالي لمصير اللحاق بركب الخراب الكامل لأن لا وسيلة لوضعها على سكة الطرقات مجدداً.
وفعلياً بات عدد كبير من العربات غير موجود أو خارج الخدمة منذ اندلاع الحرب، واستؤنف استخدام عربات الكارو التي يجرها حمار أو حصان في تنفيذ مهام النقل، وهما قد يتوقفان عن جرّ العربة إذا كانت الأحمال ثقيلة.
(العربي الجديد)