لا يمكن استبعاد إيقاع الإسرائيليين فلسطينيي غزة في فخ سوء التغذية والمشكلات الصحية الكثيرة التي تتسبب بها للناس، وفي مقدمهم الأطفال، كهدف من أهداف الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
شكل الحرمان من الغذاء استراتيجية رئيسية في الحرب على غزة. وشمل التطبيق الميداني المتعمّد منع إدخال المساعدات وتحجيم كمياتها وتأخيرها بشكل كبير، وأيضاً استهداف المنظمات التي تعمل في مجال الإغاثة الغذائية، ومن بينها منظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) الخيرية التي قضى سبعة من موظفيها في غارة إسرائيلية في إبريل/ نيسان الماضي.
وتعرضت عمليات توفير الأغذية لغزة لتجاذبات كبيرة، واستخدمت أيضاً كورقة ضغط ارتبطت بالواقع العسكري القائم ومتغيّراته، والأهداف السياسية الإسرائيلية التي لا تأبه لنتائج بلوغ الانتهاكات حدّ ارتكاب مجازر، والتسبب في كوارث إنسانية، وضرب كل المعاهدات الدولية.
وفي المحصلة كانت النتائج مأساوية، أقلها الأجساد النحيلة للأطفال الذين بات بعضهم لا يملكون القدرة على التحرك، وتوقفت شعلة نشاطهم، وأكبرها مواجهة أمراض سوء التغذية وصولاً إلى الموت في ظل افتقاد القدرات الصحية لمواجهة أدنى خطر صحي.
وربما يصح القول إن ما يحصل في غزة على صعيد تفشي سوء التغذية والجوع هو استراتيجية عالمية تعكس حقيقة تجرّد العالم من الأحاسيس، إذ يتكرر الأمر ذاته في دول كثيرة في العالم تشهد أزمات عسكرية أو اقتصادية أو بيئية.
(العربي الجديد)