يترافق شهر رمضان في قطاع غزة هذا العام مع تحذيرات داخلية من انهيار القطاع الصحي بسبب الارتفاع الكبير في عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد، في المرحلة الثانية من انتشار الوباء في القطاع المحاصر. مع ذلك، زيّن الغزيون شوارعهم وحاراتهم وأزقتهم وأسواقهم بما تيسّر من زينة. فرمضان هذا العام لم يختلف ببعض طقوسه، ولو في حدّها الأدنى، عن طقوس الشهر في الأعوام السابقة. كيفما نظرتَ إلى الحارات، تجد الأطفال يلعبون بالألعاب النارية مساءً، والزينة تملأ الشوارع، وبسطات الحلويات الرمضانية كالقطايف تنتشر على المفترقات.
لكنّ هذه المظاهر المحدودة لا تعني كلّ طقوس رمضان وعاداته. فالإجراءات القاسية لمواجهة الوباء حتّمت اختفاء الطقوس الأخرى. المساجد باتت تغلق عند صلاة التراويح، والأسواق صارت شبه خالية من الناس، وصلوات النهار يمنع الجلوس من بعدها في المسجد، كما جرت العادة. غابت الزيارات العائلية ومُنعت حركة المركبات والمشاة بعد الإفطار. وتتابع الأجهزة المختصة حركة الأسواق والوافدين إليها، ويجتهد مواطنون للحفاظ على التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات.
صحيح أنّ شبح الجائحة خيّم على القطاع هذا العام أيضاً، لكنّ كلّ هذا لم يمنع الأطفال من محاولة العودة إلى حياتهم الطبيعية والاستمتاع بشهر الزينة والحلويات والعيد، ولم يمنع الغزيّين من إظهار الفرحة بشهر الصوم الذي يأملون أن يكون الأخير المترافق مع الوباء.
(محمد الحجار)