تضرر جميع سكان قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي المتواصل وتداعياته الكارثية، لكن الضرر على الأطفال مضاعف، وفي بعض الحالات لا يمكن تخيل حجمه أو تبعاته، فقد فقدَ أكثر من 10 آلاف طفل حياتهم، وأصيب أكثر من ضعف هذا الرقم، وبات عشرات الآلاف مهجرين، والكثير منهم يعيشون في خيام لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الأساسية.
فقد بعض الأطفال ذويهم أو أصدقاءهم وجيرانهم، كما فقد الكثير منهم منازلهم، ومدارسهم، ومعها أغراضهم الشخصية وألعابهم، وفقدوا الأمن والاستقرار. وآلاف من أطفال غزة حالياً مضطرون إلى القيام بمهام لا تتحملها أجسادهم الصغيرة، مثل توفير الطعام والماء لأسرهم، أو رعاية أفراد أصغر من عائلاتهم.
رغم كل ذلك، ما زالت هناك مظاهر لهو طفولية في القطاع شبه المدمر، وما زال الأطفال يتمسكون بالحياة من خلال ممارسة ألعاب بسيطة، أو أنشطة عفوية، وبعضهم يحافظ على سلامة لعبته المفضلة، ويحملها معه في كل نزوح جديد.
في كل مركز إيواء أو تجمع خيام في قطاع غزة، من رفح إلى خانيونس ودير البلح، ستجد الأطفال يتجمعون لممارسة ألعابهم، ويحاولون الترويح عن أنفسهم بما يتوفر من وسائل، وإن لم تتوفر لهم أية وسائل، فإنهم يخترعونها، أو يلجؤون إلى الألعاب الجماعية التي لا تحتاج إلى أدوات ومستلزمات، كما يحرص بعضهم على الاستمتاع بمياه البحر في حال كان مأوى أسرته قريباً من الشاطئ، حتى إن بعضهم يستغلون ركام المنازل المدمرة في اللعب.
(العربي الجديد)