في الوقت الذي تتحدث فيه أطراف سياسية وحكومية عراقية عن احتمال حل مليشيا "الحشد الشعبي" بعد تحرير الموصل من سيطرة تنظيم"الدولة الاسلامية" (داعش)، جدد المرجع الديني العراقي علي السيستاني فتوى "الجهاد الكفائي"، التي أطلقها منتصف عام 2014، وتشكلت على أساسها المليشيات.
وقال السيستاني اليوم الجمعة، إن فتوى "الجهاد الكفائي" لقتال تنظيم "داعش" ما تزال نافذة، مبررا في بيان تجديد الفتوى باستمرار موجبها.
وأضاف: "قد أفتينا بوجوب الالتحاق بالقوات المسلحة وجوبا كفائيا للدفاع عن الشعب العراقي وأرضه ومقدساته، وهذه الفتوى ما تزال نافذة لاستمرار موجبها، على الرغم من بعض التقدم الذي أحرزه المقاتلون الأبطال في دحر الإرهابيين"
يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، كان قد استغل فتوى السيستاني لتشكيل عشرات الفصائل المسلحة للقتال في العراق وسورية، واتهمت هذه المليشيات بارتكاب عمليات قتل وخطف بحق المدنيين في المدن المحررة من سيطرة تنظيم "داعش".
ويرى الخبير في شؤون الجماعات المسلحة علي البدري، أن تجديد السيستاني لفتوى "الجهاد الكفائي" في هذا الوقت يحمل جانبين، الأول تقديم دعم معنوي لمليشيا "الحشد الشعبي"، والآخر فيه تذكير أن تجديد الفتوى يعني أنها قابلة للإلغاء بأي وقت وهي ليست دائمة على خلاف ما يدور حاليا في الأوساط السياسية بالعراق اليوم.
ويضيف في تصريحات لـ"العربي الجديد": "إصدار بيان من السيستاني بهذا الوقت قد يكون محاولة للتذكير أو تهيئة الرأي العام لفتوى إلغاء فتوى الجهاد الكفائي بشكل يعارض مصلحة إيران والأحزاب التي تحاول استغلال المليشيات التي أسست بموجبها كورقة سياسية وأخرى عسكرية تلوح بها بوجه الخصوم".